دفاتر مخبر الشعرية الجزائرية
Volume 3, Numéro 3, Pages 205-217
2018-10-01

التّأويل قراءة لا نهائيَّة في تمظهرات الشَّكل السَّرديُّ

الكاتب : بلكرفة عيسى .

الملخص

إنَّ مفهوم التّأويل يتجاوز بشكل كبيرٍ الكشف عن المعاني المجازيَّة وفقط، وأنَّ من يعتقد بأنَّه محاولة لفهمٍ النّصّ؛ بإخراج ألفاظه من الدَّلالة الحقيقيَّة إلى الدَّلالة المجازيَّة، فإنَّه يحيد عن جادَّة الصَّواب, لكن الأمر يتجاوز هذا المنظور الضيِّق؛ فإذا كانت فلسفة (المعنى) عند هسرل تتمحور حول مفهومه القائل: "بأن الوعيَ هو الوعيُ بشيء ما"، وأنَّ فلسفة (الفهم) لدى غادامير تتمركز حول مفهومه القائل كذلك: "الفهم فهم شيء ما"؛ فإنَّ فلسفة التَّأويل تقوم على الوعي بالفهم والمعنى على حدٍّ سواء، وعلى الدَّلالة التَّأسيسية للتَّعدد في قراءة النَّصّ السّرديّ، وهذا ما يفتح أفاقه ويجعله غنيًا منفتحًا، فيعلو من ثنائية الذَّات والموضوع ومن ثنائية الظَّاهر والباطن ليعبِّر عن تمظهرات جديدة للشَّكل السّرديِّ العربيّ. إنَّ السّرد - باعتباره تواصل مستمر من خلاله يبدو الحكيُ - شرطٌ أساسيٌّ لوجود عملية تأويلهِ، فالتَّأويل يُعنَى بجانب التَّفكيك للشّكل السَّرديّ في الحكاية، والتَّفكيك بدوره قائمٌ على تفتيت السُّلطة الحكائية بكلِّ أشكالها؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى إعادة بناء وتشكيل للبنية السَّرديَّة، وما تحمله من خطاب أدبيٍّ وثقافيٍّ على مستوى التَّلقي والقراءة. أروم في بحثي المتواضع، تناول التَّأويل/الهرمينوطيقا أو ما يسمى بالتأويلية، بالدَّرس والتَّحليل، عبر تشريح هذا المصطلح دراسةً لغويةً مفاهيميَّة اصطلاحيَّة، ثم إلى الحديث عن ثنائية (التَّأويل والسّرد)، البعد الفلسفي المؤطِّر لكلا المفهومين.

الكلمات المفتاحية

التّأويل، الهرمينوطيقا، السَّرد.