الكَلِم
Volume 2, Numéro 2, Pages 8-27
2017-12-01

صناعة السعادة باللغة والكتابة

الكاتب : عبد الملك مرتاض .

الملخص

... وما هذا الشيءُ الذي يكاد يلامِس القدسيّة، بل يكاد يطاول العناية العليا، والذي تسمّيه اللُّغةُ: اللغةَ؟ وإنّا لا ندري لما ذا جاءت اللغة -في العربيّة، كما يزعم علماؤها-من مأَدَّة (ل غ و) التي تعني أساساً اللَّغْوَى؟ وهل من العدل والمنطق أن تكون اللغةُ من حيث هي ناطقةٌ دالّة، وعارفة معرِّفةٌ، ومبلِّغة معبّرة، وواصلة بين البشر: مجرّدَ لَغْوى؟ أي مجرّدَ شيءٍ يدلّ على اللَّغْو! إنّا نرى أنّ هذا الاشتقاق الْمَهين لا يليق بمنزلة اللغة التي هي إعجاز الله في خلْقه. بل إنّا لا نرى اللغة إلاّ أنّ اللغة لغزٌ من الألغاز المحيّرة يَحْدَودِق بها من سائر أطرافها، دلالةً وتأثيلاً. ثمّ لمَ كانت اللغة -في العربيّة-أنثى، ولم تكُ ذَكَراً؟ أليس ذلك من تقديس العرب لهذه اللغة، إذ معظم آلهتهم وأصنامهم كُنَّ إناثاً؟ فكيف، إذنْ، جاءوا بها من اللَّغْوَى؟ أم أليستِ اللغوَى هي القولَ الباطل؟ هي الهوَسُ والهذَيانُ! ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وإذا مرّوا باللَّغْو مرّوا كِراماً﴾ فقد فُسّر اللغوُ في الآية على أنّه الباطل.1 فالكلاب تلغُو حين تنبح، هكذا تقول معاجم اللغة، وإذن، فما هذه الإهانة التي لطّخ بها العلماء الأقدمون سرّ الله في خلْقه؟ ...

الكلمات المفتاحية

الكتابة ; السعادة ;اللغة ;الفكر ;قداسة ;اللغة;