جسور المعرفة
Volume 1, Numéro 4, Pages 43-64
2015-12-01

العولمة وأثرها في المستقبل التعليمي للغة العربية وهويتها

الكاتب : طلال وسام أحمد البكري .

الملخص

العولمة، نظام عالمي جديد يقوم على العقل الالكتروني والثورة المعلوماتية القائمة على المعلومات دون اعتبار للأنظمة والحضارات والثقافات والقيم، والحدود الجغرافية والسياسية القائمة في العالم. ويشهد عالمنا المعاصر الكثير من التغيرات وجاء مصطلح العولمة ليكون هو الأبرز والحدث الأكبر في التغيرات المرافقة لتطور لغتنا العربية ، وقد أدى دخول هذا المصطلح إلى بلدان العالم الثالث ومنها البلاد العربية إلى الكثير من الاضطراب لعدم معرفة مفهوم هذا المصطلح وتكمن المشكلة في معرفة الأثر السيئ الذي سوف يلحق باللغة من جراء الاندفاع غير المدروس نحو العولمة خاصة إن لم توجد قوانين رادعة لحفظ اللغة. وعاشت اللغة العربية عصورها التاريخية بعد الإسلام وهي في صراع مستمر، وكان ذلك أمراً طبيعياً خلال مرحلة الفتح الإسلامي، وأقبل الناس على اللغة العربية إقبالهم على دين الإسلام، واحتكت اللغة العربية بغيرها، ففشا اللحن وقام علماء العرب الأوائل بوضع القواعد لحفظ اللغة العربية من اللغات الأخرى، ولكن عندما تمكن الاستعمار من الدول العربية واتخذ من اللغة العربية هدفاً أساسياً لإبعادها عن مجال التعليم، سعياً وراء تمكين لغته وثقافته، وظهرت الدعوات التي تدعو إلى نبذ اللغة العربية. كما أن اللغة العربية تعاني من بعض أبنائها الذين يلجؤون إلى استخدام لغة أخرى في أحاديثهم وكتابتهم ، وقد يرى أن لغته العربية لا تساعده أن يقول ما يدور في عقل الإنسان من تعبير وتفكير . إذن مظاهر ضعف اللغة العربية، واستخدام اللغة الأجنبية في معظم الجامعات العربية، وتسلل كم هائل من المفردات إلى هذه اللغة ، وهجر الفصيح اللغوي، وضعف معلمي اللغة بشكل عام، والعربية بشكل خاص، بالإضافة إلى بعض الأسباب، منها تفشي الأمية، وشيوع العامية، وندرة المعلم الجيد، وإساءة بعض وسائل الإعلام للغة العربية الفصيحة، وضعف لغة المؤلفين، وغيرها من الأسباب، التي جعلتنا نفكّر بالحل الأمثل للحفاظ على هذه اللغة ومسايرة التطورات الحديثة. فكان الحل برأينا هو استخدام التكنولوجيا الحديثة، التي تساعد المتعلّم على تمكّنه من مهارات اللغة العربية الأساسية، وأساليبها الوظيفية، فيما يخدم أيضاً مجتمع المعلوماتية الجديد، ومجاراة العالم المفتوح، وثورة التكنولوجيا، بفكر واع، وقلب كبير، ولسان عربي مبين. يهدف هذا البحث إلى القاء الضوء على المشاكل التي واجهت اللغة العربية على مر العصور وخاصة في العصر الحديث ويحاول عن يكشف بعض نواحي العولمة وخاصة ما يتعلق بتأثيرها على اللغة العربية. ولكن مواجهتنا لتحديات العولمة لا تكون برفض دخول ألفاظ غير عربية إلى هذه اللغة، لأنّ هذه اللغة أثبتت قدرتها على التطويع والاكتساب، وستبقى قادرة على الجديد المؤسس على أصالة لغوية مصانة بقوانينها النحوية، التي تحفظ لها نظامها، وبناءها وخصوصيتها. ويفيد مصطلح "العولمة" مفهومين أساسيين. ففي الجانب النظري تعني العولمة تطوير الأسس والأصول المهمة الكفيلة بتشكيل العالم المعاصر في وضع يحقق وييسر تنقل "السلع" بين المجتمعات ومن الجانب العملي تشير إلى الاتصالات المتبادلة للنشاط الإنساني على المستوى العالمي، وإلى التنقلات التي لم يسبق لها مثيل لرؤوس الأموال، والعمالة، والتقنية، والمؤسسات، والمهارات، والخبرات، والأفكار، والقيم عبر الحدود القومية، والدولية وتتم هذه التنقلات بطريقة لا يتيسر للقوميات والدول توجيهها، والتصرف فيها بصورة مجدية. وقد سلطت مدونتي الضوء على محورين الاول تعلق بأثار العولمة على هوية اللغة العربية وناقش المحور الثاني تأثيرات العولمة على المستقبل التعليمي للغة العربية.

الكلمات المفتاحية

العولمة: التعليم: اللغة العربية: الهوية

دور الكتاتيب القرآنية في ترسيخ ثوابت الأمة وهويتها

فطيمة براهمي .  بن شاعة لامية . 
ص 48-53.