مجلة البحوث العلمية والدراسات الإسلامية
Volume 9, Numéro 2, Pages 446-466
2017-06-02

مصطلح "أهل الرأي" عند أئمة النقد

الكاتب : نصيرة قلال .

الملخص

لما كان القرآن الكريم منهج حياة المسلمين وكانت السنة النبوية شارحة ومبينة لما أجمل في القران ، اعتنى المسلمون بها منذ العهد النبوي إلى يومنا هذا ، فكل خدمها حسب ما تقتضيه حاجة عصره ، فالصحابة في عصر النبوة جالسوا النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عن الأحكام وحفظوا عنه السنة . والتابعون أخذوها عنهم ورووها إلى من بعدهم رجلا عن رجل ، ولما انتشرت الفتوحات وتوسعت رقعة الدولة الإسلامية ووقعت الفتن والخلافات ، دخل الكذب والافتراء في الأحاديث النبوية والتصق بالسنة النبوية ما ليس منها ، فتصدى لهذه المعضلة جهابذة نقاد الحديث ليميزوا الخبيث من الطيب ، فحققوا في الرجال ودرسوا الأسانيد واشترطوا لها شروطا ووضعوا قيودا لقبول الروايات من الرواة الذين كانوا يتفاوتون في درجة الحفظ والعدالة ، فكان منهم الحافظ المتقن وكان منهم الثقة وكان الصدوق وغيرهم ، وكان من بينهم من تفرغ لطلب الحديث كلية فلم يجلس إلا مجالس المحدثين حتى إن بعضهم رحل لطلب الحديث وقطع المسافات الطوال من أجل بضعة أحاديث . كما كان منهم من جمع بين طلب الحديث وغيره من العلوم كالرواة الذين طلبوا الفقه وجلسوا مجالس الفقهاء وتعلموا أصول القياس ، وهنا وقع انتقاد المحدثين لهم بأنهم طلبوا الرأي وتركوا السنن فقام جمع من المحدثين يذمون هؤلاء الرواة ويردون أحاديثهم وينكرون عليهم الأخذ بالرأي ، في حين نجد أن بعض المحدثين وأهل النقد قد وثقوا من ثبتت عدالته وضبطه ولم يلتفتوا إلى جانب الرأي فيهم . فما مدى اعتبار الأخذ بالرأي وطلبه وصفا قادحا في الرواة ؟ وهل يصح أن تتخذ عبارة أهل الرأي سببا في تجريح الراوي فترد بذلك روايته أو أن الراوي إذا ثبتت عدالته فلا تأثير لهذه العبارة في منزلته عند النقاد ؟ هذا ما سأعالجه في هذا البحث.

الكلمات المفتاحية

أهل الرأي؛ أهل الحديث؛ أئمة النقد؛حديث؛ سنة؛ فقه؛ اجتهاد