مجلة الحكمة للدراسات الأدبية واللغوية
Volume 5, Numéro 1, Pages 278-289
2017-03-01

ضمان جودة التعليم العالي من خلال التفكير الإبداعي

الكاتب : فيروز رشام .

الملخص

يتخرج سنويا آلاف الطلبة من مختلف الجامعات الجزائرية حاملين ‏شهادات عليا لكن بأداء منخفض! فالحياة العملية تفضح ضعف أدائهم وقلة ‏فعاليتهم ما إن يكونوا في موقع الممارسة، وهو أمر لا يرجع بالضرورة إلى ‏قلة معلوماتهم إنما إلى أدوات ومهارات توظيفها. إن ما تقدمه الجامعة ‏الجزائرية من برامج تكوينية في معظم التخصصات، خاصة الإنسانية ‏والاجتماعية منها، لا يكفي بكل تأكيد لبناء كفاءة عالية وأداء فعال لدى ‏الطالب، فهي تركز على تقديم المادة العلمية، وتختبره في مدى تحصيله ‏للمعلومة، في حين أن النجاح العلمي والمهني، وحتى الشخصي أيضا، ‏يحتاج إلى تعلم مهارات أساسية أخرى كالتفكير الإبداعي والابتكاري، فن ‏الحوار والتواصل، فن الخطابة والإقناع، التخطيط الاستراتيجي الشخصي ‏والمهني، إدارة الوقت والأولويات، حل الأزمات والمشكلات، التعامل مع ‏جميع أنماط الشخصيات... وغيرها من مهارات التفكير والمعاملة والعمل.‏ إن ضمان جودة التعليم العالي يبدأ من تطوير أساليب تفكيرنا ومناهج ‏تدريسنا، لهذا يحتاج الابتكار في العلوم الإنسانية والاجتماعية لتغيير ‏جذري في علوم التربية وتجديدها من أجل تعليم نوعي، يكون قادرا على ‏تغيير المجتمع، وإنتاج المعرفة، والنهوض بالاقتصاد، والمساهمة في البناء ‏الحضاري، والاستجابة لتطلعات الحياة في القرن الواحد والعشرين. ‏فالاهتمام بتطوير العنصر البشري هو من أكبر الأولويات في تطوير ‏الجامعة، ولا يمكن بأي حال ضمان جودة التعليم دون ضمان جودة التفكير. ‏ من الواضح أن ما يعيق بناء جودة تعليمية عالية في الجامعة الجزائرية ‏يعود أساسا لنقص الاهتمام بالعنصر البشري الذي لا يحظى بكفاية من ‏التحفيز والتشجيع المعنوي، وعدم مراجعة أساليب التفكير والعمل ‏وتجديدها بما يتماشى مع جديد العلوم اليوم. وكذا الخوف من تجريب أفكار ‏جديدة وتخصصات جديدة‎ ‎‏ في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية التي ‏مازال ينظر إليها نظرة دونية بسبب سوء فهمها، وعدم الوعي لدى ‏الجامعيين كما لدى عامة الناس، بأن النهضة لا تصنعها الآلة إنما تصنعها ‏الأفكار، وأن الطبيب ليس أعلى شأناً من الأديب، وأن العلم ليس أعلى قيمة ‏من الفن!‏

الكلمات المفتاحية

التعليم العالي التفكير الإبداعي