مجلة الخلدونية
Volume 6, Numéro 1, Pages 297-320
2013-09-01

التحليل السوسيولوجي لتاريخ الجزائر إلى أين وصلت النقاشات حول التشكيلة الاجتماعية لجزائر ما قبل الاحتلال الفرنسي

الكاتب : ياسين سعادة .

الملخص

إنّ التحليل السوسيولوجي لتاريخ الجزائر كمطلب علمي بحثي فرض نفسه في الواقع الأكاديمي، لكنّه من حيث الكم لم يصل بعد إلى المستوى الذي يجعله يسود الحقل الثقافي الجزائري، فيشتغل به كل من يهتم بالكتابة التاريخية. ضف إلى ذلك أنّه طرح نظري غير مكتمل البناء، من جهة لأنّ أغلب الفاعلين فيه هم من غير الجزائريين يخذلهم ضعف مرجعياتهم التاريخية المحليّة، أو تحيّزهم للطرح الأوروبي لأغراض أيديولوجية أو أخرى. ومن جهة ثانية لقلّة اهتمامنا نحن الأكاديميون بأطروحات مواطنينا الجزائريين. ويهدف المقال إلى إلقاء الضوء على أهم النقاشات الدائرة حول تاريخ الجزائر (طبعا من وجهة نظر علماء الاجتماع)، وعلى أطروحات الجزائريين وإسهاماتهم في هذا المجال. وفي هذا المقام، يمكننا التأكيد على أنّ أغلب الكتاب الجزائريين اتفقوا على عدم إمكانية إسقاط البناءات النظرية التي انتجت في أوروبا على المجتمع الجزائري، فهذا عدي الهواري يحذّر من الأيديولوجية الكولونيالية التي أثّرت حتى على بعض الكتاب الجزائريين الذين تحدّثوا عن الدوار والقوربي وكأنّهما حقيقتان تاريخيتان تميّز بهما المجتمع الجزائري في حين أنّهما نتيجة الهدم الاجتماعي الذي تعرّض له المجتمع الجزائري. وهذا امحمّد بوخبزة يؤكّد على أنّ فرض الملكية الفردية، والتحكّم في العقار الجزائري أدى إلى انهيار الحلقة الاقتصادية التي سادت في الجزائر لعديد القرون، وهو ما أدّى حسب محفوظ بنون إلى التفسّخ الثقافي. أمّا عبد الغني مغربي بحكم تخصّصه في الطرح الخلدوني فقد أكّد أنّ القوالب النظرية التي أنتجت في المجتمعات الأوروبية لا يمكنها أن تطبّق على الواقع الذي درسه ابن خلدون ووصفه بالحركية والحلقية التي لم يفهمها الغربيون. في حين يبقى عبد القادر جغلول أكثر الجزائريين المذكورين هنا حرصا على الطرح الماركسي، لكنّه يتّفق اتفاقا شبه تام مع مواطنيه في قضيّة أن المجتمع الجزائري والتشكيلة الاجتماعية الجزائرية لها خصوصيات تختلف عن المجتعات الأوروبية، وبالتالي وجب أخذ الحذر عند محاولة إسقاط هذه القوالب النظرية الأوروبية على الواقع الجزائري

الكلمات المفتاحية

التشكيلة الاجتماعية؛ جزائر ما قبل الاحتلال الفرنسي