مجلة الخلدونية
Volume 6, Numéro 1, Pages 131-143
2013-09-01

يهود الجزائر بين الإدارة الفرنسية والحركة الصهيونية

الكاتب : كمال بن صحراوي .

الملخص

إن المجتمع الجزائري احتضن العناصر اليهودية عبر مراحل تاريخية طويلة، عاشوا خلالها ظروفا ميزها في كثير من الحالات التفاهمُ مع باقي السكان، حيث حافظوا على مقومات شخصيتهم الدينية والعقيدية وتمكنوا من العيش ضمن حيز إثني ضيق، يمارسون التجارة وكثيرا من الحرف التي برعوا فيها. غير أن الاحتلال الفرنسي للجزائر جعلهم يظهرون في شكل جديد بتقربهم إلى العنصر الفرنسي، وهو ما أعطاهم مركزا قانونيا ووضعا اجتماعيا خاصّيْن مقارنة بالمسلمين، لاسيما بعد صدور قانون كريميو. وخلال القرن العشرين لم يبق يهود الجزائر بعيدين عن جديد الساحة السياسية العالمية وإنما عمدوا إلى استغلالها ضمن حركية واسعة تؤطرها الصهيونية العالمية، ولذلك تفاعلوا مع أحداث الحرب العالمية الأولى من خلال وعود الوفاق خاصة وعد فرنسا ووعد بلفور البريطاني، ومع أحداث الحرب العالمية الثانية لاسيما بعد أن تعرض شمال إفريقيا إلى غزو المحور، وهو ما هدد مصير العنصر اليهودي. ورغم انهزام المحور واستفادة الصهيونية من دعم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية فإن يهود الجزائر عز عليهم فراقها وظلوا يأملون البقاء فيها لعدم ثقتهم فيما سيسفر عنه الصراع العربي الإسرائيلي، لكن قيام الثورة التحريرية وتوالي انتصاراتها على المستويين العسكري والسياسي جعلهم يميلون إلى مغادرة الجزائر حين تقَرَّر استقلالها عام 1962م، لكن الحسرة والندم ما زالا يراودان كثيرا من هؤلاء الذين اعتبروا الاستعمار الفرنسي سببا في كثير من التحولات التي عرفتها حياتهم فيما بعد.

الكلمات المفتاحية

يهود الجزائر