مجلة الخلدونية
Volume 6, Numéro 1, Pages 53-61
2013-09-01

النخبة الفرنسية المثقفة المناهضة للاستعمار

الكاتب : خالد بوهند .

الملخص

بذل الاستعمار الفرنسي في الجزائر جهودا مضنية من أجل إنجاح مشروع"الجزائر فرنسية"، وتجند العسكريون والسياسيون لخدمة ذلك المشروع، كل من موقعه، وشيئا فشيئا حجبت الحقيقة عن "الميتروبول" وعن العالم، وآمن الفرنسيون أنفسهم، ولسنين طوال، أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا، أو أن الجمهورية الفرنسية تمتد من دنكاركإلى تمنراست. أما السكان الأهالي فقد جردوا من حقوقهم في حياة كريمة في بلادهم، وباسم الحضارة والمدنية الفرنسية، استُعبدوا، وجُهلوا، وطُردوا من أراضيهم وممتلكاتهم، وعُذبوا، وكُممت أفواههم. ولكن عندما دقت طبول الحرب التحريرية سنة 1954، أميط اللثام الذي كان يحجب الوجه البشع للاستعمار، وبدأ البعض في الجزائر وفي "الميتروبول"، لا يؤمن بالجزائر فرنسية، وأن ما يحدث للشعب الجزائري المسلم في دياره، من قمع وتعذيب، كمثل ما حدث سابقا للشعب الفرنسي أيام الاستعمار النازي.وتعالت الأصوات هنا وهناك مطالبة بالسلم والتفاوض،وبوقف حرب الإبادة في الجزائر، إنها الأصوات المناهضة للاستعمار، وقد مثلتها النخبة الفرنسية المثقفة .فكيف ولماذا تبنت بعضا من النخبة الفرنسية أطروحة الجزائر جزائرية ؟ وفيما تمثل الدعم الذي قدمته النخبة الفرنسية لصالح القضية الجزائرية ؟ ثم ما هي انعكاساته ونتائجه؟ قبل الإجابة على هذه التساؤلات، لا بد من التطرق أولا إلى أولئك الرجال الفرنسيين، من السياسيين والمثقفين، الذين وإن جاءت مواقفهم قبل سنة 1954، محتشمة، وغير مؤثرة، فإنهم على الأقل تنبؤا ونبهوا الرأي العام في الجزائر وفي "الميتروبول"، من مستقبل آيل إلى الانفجار إذا ما استمرت الأوضاع في الجزائر دون تحسن.

الكلمات المفتاحية

النخبة الفرنسية؛ مناهضة الاستعمار