تطوير
Volume 5, Numéro 2, Pages 245-276
2018-12-22

وعي الشباب و اشكالية تحديد الهوية بالجزائر في ظل التغير و الصراع القيمي- من منظور العولمة و الحداثة –دراسة ميدانية -

الكاتب : عيسات وسيلة .

الملخص

ملخص تعالج هذه الورقة إشكالية الهوية لدى الشباب الجزائري، وتحاول فهم تصوراتهم والاستراتيجيات المعتمدة من قبلهم للتكيف مع قوى التغيير من خلال إعادة بناء أو تشكيل هويتهم كي تستجيب لمتطلبات العصر. يتم ذلك في ظل تأثيرات عوامل عديدة داخلية وخارجية؛ مثل النظام التعليمي والسياسات الدولة الموجهة نحو الشباب. وكذلك تأثيرات ظاهرتي العولمة والحداثة وفي مقدمتها الثورة التقنية في عالم الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي. لقد ساعدت هذه الأخيرة الشباب على تطوير الوعي بهويتهم، وكيفية المحافظة عليها في ظل التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع الجزائري. يحدث ذلك ضمن سيرورة اجتماعية تميزها رغبة الشباب في تحقيق الحداثة وبناء مجتمع جديد يساير التطور التقني والعلمي، والمحافظة بذات الوقت على الخصوصية الثقافية والهوية الوطنية. تمثل الهوية أحد المواضيع الأكثر إثارة للاهتمام في الدراسات السوسيولوجية، بخاصة في الفترة الأخيرة، كونها تعبر عن الوعي بالذات الثقافية والاجتماعية سواء لدى الأفراد أو الجماعات أو المجتمع ككل. كما أنها موضع تأثيرات متعددة ومتنوعة بفعل الفرص المتاحة للفاعلين الاجتماعيين، أو بسبب الضغوط والإكراهات التي يتعرضون لها في ظل التحولات الاجتماعية والتغير الثقافي بما في ذلك الصراع القيمي الذي يشهده المجتمع الجزائري. يحدث ذلك بسبب التفاعل حينا والصدام حينا آخر بين متطلبات الأصالة والتراث من جهة، وتأثيرات العولمة والحداثة من جهة أخرى. تعالج الورقة هذه الإشكاليات المتعلقة بموضوع الهوية بناء على معطيات دراسة ميدانية أجريت على عينة من 200 شابا. ويقع التركيز بخاصة على عاملين أساسيين من أهم مقومات الهوية هما اللغة والدين. كما سيتم تسليط الضوء على الحدود المتحركة في علاقة الهوية بالعولمة وبالحداثة، والفرق بينهما في تصورات الشباب. كما تطمح الورقة إلى الإجابة على مجموعة من التساؤلات من بينها؛ كيف سيحافظ الشباب الجزائري على هويته ضمن سيرورة التغير التي يشهدها المجتمع تحت تأثير العولمة والحداثة؟ وهل علاقة الهوية بالعولمة هي نفس علاقتها بإشكالية الحداثة؟ هل بإمكان الشباب إعادة تشكيل هويته انطلاقا من الخصوصية الثقافية والقيمية للمجتمع الجزائري؟ أم أنه مضطر إلى بناء هوية جديدة تستجيب لمتطلبات الحداثة والعولمة؟ أم بإمكانه التوفيق بين متطلبات الأصالة والحداثة معا؟ Abstract: This paper addresses the problematic issue of identity among young Algerians. It attempts to understand their perceptions and the strategies they adopted to cope with the forces of change. This might be achieved through reconstructing their identity or building new one in accordance to the requirements of the era. Such process takes place under the effects of many internal and external factors. These include among others education and youth-oriented state policies, as well as globalization and modernity in their various manifestations. Especially the impact of the technological revolution in the world of social media and communication. The latter have helped young people to develop awareness of their identity, and learn how to preserve it in light of structural changes taking place in the Algerian society. All this happens within a social process caracterised by the youths’ desire to live in a modern society that adheres to technical and scientific development, while maintaining in the same time the cultural specificities and national identity. No doubt, Identity is one of the most interesting topics in sociological studies, especially in recent times. It is an expression of cultural and social awareness, whether among individuals, groups, or society as a whole. It is also the subject of multiple and diverse influences to which it is exposed be that in the form of opportunities available to social actors. Or because of the pressures and constraints they face given social transformation and cultural change; including the clash of values resulting from interaction and confrontation between the requirements of authenticity and tradition on the one hand, and the impact of globalisation and modernity on the other. Such problematic issues related to the topic of identity will be addressed using data from a field study conducted on a sample of 200 Algerian youths. Focus will be particularly placed on two of the most fundamental elements of identity in Algerian society; language and religion. It is also interesting to explore the moving boundaries of identity in relation to globalization and modernity in the youths’ perceptions. The paper aims to answer a range of questions including; Can Algerian youth preserve their identity amidst the process of change in society and given the impact of globalisation and modernity? Is the relationship of identity to globalisation the same as that of identity to modernity? Can young people reshape their identity on the basis of cultural values and particularisms characterising Algerian society? will they be forced into building new identity in response to the requirements of modernity and globalisation? Or will they succeed in marrying the two together in a harmonious way.

الكلمات المفتاحية

الهوية؛ اللغة؛ الدين؛ العولمة؛ الحداثة؛ التغير الاجتماعي؛ الصراع القيمي.