مجلة المواقف
Volume 2, Numéro 1, Pages 26-36
2008-04-14

أبعاد الظاهرة الدينية

الكاتب : حسن حنفي .

الملخص

الظاهرة الدينية ظاهرة إنسانية تعبر عن وضع الإنسان فى العالم. هى مجموع الظواهر النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية والقانونية والفنية والفلسفية. هى ظاهرة مركبة من عدة أبعاد فى الحياة الإنسانية. ليس الدين ظاهرة متعالية خارج الزمان والمكان والناس والتاريخ. والمقدس له أسسه فى الواقع البشرى. ليس معطى من السماء بل مصنوع فى الأرض. فلا سماء بلا أرض. والله ذاته إله السماوات والأرض، رب السماوات والأرض، وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله. ولا روح بلا جسد، ولا نفس بلا بدن، ولا مفارقة بلا حلول وإلا تم الوقوع فى الثنائية المتطهرة التى تفصل الكيان الواحد إلى صورى وتجريبى، روحى ومادى، نور وظلامى، وكما هو الحال فى الديانات الغنوصية. وهناك فرق بين نظرة المتدين للدين ونظرة الباحث. فالدين عند المتدين إيمان نبوى، وأمر إلهى، وظاهرة روحية أعلى من باقى المكونات المادية والمعنوية فى الحياة البشرية. ليست موضوعا للبحث بل موضوعا للتقديس. بيان سياقاتها التاريخية إلحاد وكفر. الظاهرة الدينية تنشأ من خارج التاريخ وليس من داخله، معطاة وليست مصنوعة، قبلية وليست بعدية. فى حين أن كل الظواهر الإنسانية موضوعات للبحث فى العلوم الإنسانية. توضع كلها تحت مجهر التحليل والنظر والتفسير. واعتبارها خارج التاريخ عجز عن الفهم، ونقص فى أدواته ومناهجه، وقصور فى الفعل، ونقص فى الممارسة والتأثير. ينشأ التقديس من عدم المعرفة والعجز عن الفعل. وبمجرد ما تتحول الظاهرة الدينية إلى موضوع مفهوم وإلى ممارسة وتحقق تمحى منها هالة التقديس وتزول منها الرهبة والخوف.

الكلمات المفتاحية

الظاهرة الدينية؛ أبعاد؛ الحياة الإنسانية؛ المقدس؛ روح؛ جسد