مجلة الحكمة للدراسات التاريخية
Volume 5, Numéro 12, Pages 55-67
2017-12-02

أساليب إيطاليا المُمهدة لاحتلال ليبيا

الكاتب : نبيل لزعر .

الملخص

بعد تحقيق إيطاليا لوحدتها القومية سنة 1870 تطلعت للحصول على مستعمرات على غرار باقي الدول الأوروبية، فتوجهت أنظارها إلى البحر الأحمر والشرق الإفريقي باحتلالها ارتيريا والصومال الإيطالي متجهة نحو إثيوبيا غير أن انهزامها في معركة عدوة 1896 جعلها تتجه لاحتلال ليبيا، خاصة بعد خضوع تونس للسيطرة الفرنسية. تميزت أوضاع ليبيا في أواخر العهد العثماني الثاني بضعف التحصين العسكري لاسيما بعد سحب الحامية التركية قبيل الاحتلال وضعف الولاة وقصر مدة حكمهم إضافة إلى سنين المجاعة والكوليرا، وبوصول الاتحاديين لحكم الدولة العثمانية سنة 1908 زادت الهوة بين السلطة العثمانية والليبيين بفعل سياسة التتريك التي انتهجوها بالرغم من ذلك التفاهم الذي كان بين السنوسيين والعثمانيين في برقة. دخلت إيطاليا في شبكة من التحالفات والاتفاقيات مع الدول الأوروبية ومساومتها للانفراد بليبيا، فدخلت في حلف مع ألمانيا والنمسا 1882 لمواجهة فرنسا وروسيا ثم عقدت اتفاقية مع بريطانيا 1883 تساند أعمالها في مصر مقابل دعم بريطانيا في ليبيا، ثم نجحت في افتكاك اعتراف من حكومة النمسا بإطلاق يدها على ليبيا، وبعد اعترافها بالاحتلال الفرنسي لتونس عقدت اتفاقية مع فرنسا سنة 1902 تشير إلى اطلاق يد فرنسا على مراكش نظير تصرفها في ليبيا، بعدها انتهزت فرصة ضم النمسا للبوسنة والهرسك بعقد اتفاق سري مع روسيا ينص على تأييد مطلب روسيا في فتح مضايق البوسفور والدردنيل أمام سفنها وتعهدت روسيا بتأييد مطلبها في ليبيا، وعقب هذه التمهيدات في الحقل الدبلوماسي أخذت تتغلغل في الأراضي الليبية ببناء المدارس المخصصة للنشاطات التبشيرية وإرسال البعثات العلمية لرسم الخرائط والجواسيس لجمع المعلومات عن السكان وعلاقاتهم بالسلطة، كما قامت بإنشاء خطوط بحرية بين إيطاليا وليبيا وإقامة فروع لبنك روما بالمدن الليبية للاستيلاء على أراضي الليبيين ومراكز البريد للتخطيط للاحتلال، وبعد أن خلقت لنفسها الجو المناسب بفرض نفوذها السياسي والاقتصادي والثقافي بالبلاد أعلنت الحرب لغزو ليبيا سبتمبر 1911.

الكلمات المفتاحية

إيطاليا – ليبيا – الأوضاع – الاتفاقيات – التغلغل.