مجلة البدر
Volume 11, Numéro 11, Pages 1470-1482
2018-12-16

وضع الأمازيغية في الإعلام المغربي

الكاتب : مصطفى العادل .

الملخص

تنتابني مشاعر متناقضة كلما حاولت الكتابة عن القضية الأمازيغية، واللغة الأمازيغية بصفة خاصة، إذ أجد نفسي متقلبا بين مجموعة من المعطيات المتناقضة أحيانا، المتفقة أحيانا أخرى، ووسط زخم من المعلومات لا يكاد بعضها يؤكد البعض الآخر، وكم هائل من المعارف لا تستطيع في نهاية المطاف أن تضع تصورا دقيقا لإشكالات اللغة الأمازيغية، سواء من حيث اللغة ذاتها، وسواء من حيث علاقاتها بمختلف المجالات التي تتداخل معها. من الحقائق التي لا تخطئها العين أن اللغة الأمازيغية، لغة طبيعية كباقي اللغات، تخضع لما تخضع لها، ولها نظاما صوتيا وتركيبيا وصرفيا ودلاليا، ولها معجم غني كما الشأن بالنسبة لمختلف اللغات البشرية، إلا أنها مع ذلك ما تزال تفتقر لدراسات دقيقة تتعمق في مختلف هذه الجوانب. فاللغة الأمازيغية وإن انتشرت في بلدان كثيرة وتوارثتها أجيال عن أجيال، فإنها ما تزال في الحاجة إلى جهود تنظيرية تعود إليها وتؤسس عليها مشروعها للمستقبل، وهو ما يقف عقبة أمام كل خطوة تسعى إلى البناء انطلاقا من الأمازيغية -كما هي اليوم- واعتمادا عليها. ولأن المقام هنا لا يسمح لنا بالتعمق في الجوانب اللسانية للأمازيغية، وإن تعد قضايا السياسات اللغوية والتخطيط من أهم المباحث اللسانية، فإننا سوف نطرح قضية الأمازيغية من خلال الإعلام المغربي، علنا نقف عند وضعها في هذا المجال الحيوي بعد سبع سنوات من الترسيم. ولعل الأسباب التي أشرنا إليها سلفا من أبرز العوامل المتحكمة في وضعها، إذ اللغة لا تستطيع أن تصنع لنفسها مكانة ووجودا بمجرد قرار الترسيم، ما دامت لم تصنع تاريخا ومنتجا يضاهي ما تنتجه اللغات العالمية، وبمعنى أكثر وضوحا: أن تثبت نفسها وتعالج مشاكلها الداخلية أولا. انطلاقا من المعطيات السابقة، وسعيا لبلوغ الغاية التي تهدف إليها الورقة، ارتأيت تقسيم هذه الأخيرة إلى ثلاثة مباحث. حيث خصصت المبحث الأول لإطار موجز عن الجانب القانوني للغة الأمازيغية، خاصة دستور 2011 وما عرفته المرحلة التي قبله من شعارات ودعوات أمازيغية نادت بالاعتراف الرسمي بالأمازيغية. ثم تطرقت في المبحث الثاني إلى وضع اللغة الأمازيغية في الإعلام المغربي، السمعية منها والبصرية، ممثلا لذلك بنماذج من استعمال اللغة الأمازيغية في القناتين الثانية وتمازيغت إضافة إلى إذاعة تمازيغت كذلك، وهو مبحث وصفي خالص. ثم ختمت الورقة بطرح مجموعة من القضايا والاشكالات أراها من العوامل التي تعوق عملية ترسيم الأمازيغية، وهي قضايا تمكن القارئ من طرح الحلول. إن لم نقل: إن لسان حالها يعج بخطوات يمكن العمل بها في إطار البحث في قضية اللغة الأمازيغية والترسيم.

الكلمات المفتاحية

الأمازيغية ; الإعلام المغربي