مجلة المواقف
Volume 3, Numéro 1, Pages 273-289
2008-12-31

غادمير والممارسة التأويلية

الكاتب : أمينة بن عودة .

الملخص

إن نظرية التأويل – كنظرية في الفهم – التصقت بالعلم الإنساني منذ أن خرجت عن التفسيرات اللاهوتية للكتب المقدسة على يد "شلايرماخر". وعنّيت بمفاهيم اللغة فكانت الفيلولوجيا أرحب مجال من مجالات الممارسة التأويلية. فيما أخذ التاريخ حصته في الدراسة خاصة مع بروز محاولات المدرسة التاريخية ومساعيها في تحقيق فهم موضوعي لكل ما هو تاريخي. كما استفادت نظرية التأويل كذلك من المنهج الظواهري الذي أسس دعائمه " هوسارل" والذي قام على قاعدة تجريد المعطى من كل ما يحيط به من التباسات الدلالة الداخلية عليه عبر استعمالاته اليومية، فكان هدف كل من التأويلية والظواهرية هو البحث عن المعاني والمقاصد الأصيلة أي محاولة للعودة إلى الأصول الأولى، بل هي" محاولة لإحياء روح الفلسفة الكاشف لمعنى كل ما ليس له معنى من الظواهر والأحوال التي تغمر الحياة الإنسانية، الفلسفة التي تجعل من العقل حكمها وقانونها الذي يعطي المعنى العقلاني للحياة " Husserl, 1976 382.)) إن فكرة الكشف عن المعاني والحقائق وانكشافها وجدت ضالتها مع فلسفة"هيدغر" الوجودية التي صححّت مسار المنهج الظواهري بمزيد من النزوع التأويلي لأحوال الوجود الإنساني، هذا الأخير الذي يحتاج إلى فعالية المساءلة من أجل أن ينكشف وجوده الحقيقي. وبالتالي هي دعوة أخرى إلى العودة والرجوع، إلا أن هذه العودة هي عودة إلى أصول السؤال الفلسفي الذي ميّز اليونان، والذي من شأنه أن يعيد التأويل لظواهر العالم، كمهمة أصلية وأصيلة للوجود الإنساني من حيث أنه الكاشف عن الكينونة عبر تجلياتها.ومن حيث ضرورة مشاركته في المعاناة التي تعيشها هذه الكينونة.

الكلمات المفتاحية

التأويل؛ الفهم؛ غادمير؛ التفسيرات اللاهوتية؛ موضوعي