مجلة حقوق الإنسان والحريات العامة
Volume 2, Numéro 1, Pages 173-202
2017-01-01

آليات المجتمع المدني العالمي في رصد وتوثيق وقمع انتهاكات حقوق الإنسان

الكاتب : إكرام بلباي .

الملخص

مع بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين، تصاعد استخدام مفهوم المجتمع المدني العالمي، ليعكس توجهاً وتحركاً عالمياً جديدا في سياق عالمي بدت فيه علاقات الترابط والتشابك بين قضايا البشر في كل أنحاء العالم، ومحاولات التأثير والتأثر، بين مختلف الفاعلين الدوليين، والفاعل الدولي الجديد وهو المجتمع المدني العالمي. حيث برز هذا المفهوم كامتداد طبيعي لمفهوم المجتمع المدني على المستوى الداخلي، وذلك في سياق جهود الإنسان من أجل تكريس حرياته وحقوقه والدفاع عنها، فنظراً لتطور موضوع حقوق الإنسان وأخذه بعداً دولياً يتجاوز المجال الداخلي للدولة، وبسبب التزايد المستمر والخطير لانتهاكات حقوق الإنسان في العديد من دول العالم، ظهر ما يسمى بالمجتمع المدني العالمي. ويتميز هذا الأخير، بدور بارز في الدفاع عن حقوق وحريات الأفراد على المستوى الدولي ورصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة ضدها، عن طريق استخدام مختلف الوسائل والآليات. غير أن هذا الدور، يمكن أن تشوبه بعض العوائق التي قد تمنعه من أداء دوره على أكمل وجه. كما أن الانتقادات التي يتعرض لها المجتمع المدني العالمي سواءً من حيث مبادئه، توجهاته، طريقة عمله، وطبيعته القانونية، قد تعيق أيضاً مسار عمله، مما يستدعي الأمر ضرورة تدارك النقص، ومحاولة تفعيل دوره من أجل مواكبة التطورات الدولية الراهنة. وبالتالي فالسؤال المطروح هنا هو: ما مضمون المجتمع المدني العالمي؟ وما هي العوائق والانتقادات التي تقف أمام أدائه لمهام الرصد والتوثيق وقمع انتهاكات حقوق الإنسان؟ وهل هناك حلول مقترحة لذلك إن وجدت؟ سنجيب عن هذا السؤال وفق محورين: سنتناول في المحور الأول: مضمون المجتمع المدني العالمي والآليات التي يستعملها في رصد وتوثيق وقمع انتهاكات حقوق الإنسان. وفي المحور الثاني: العوائق والانتقادات التي تقف أما تجسيد المجتمع المدني العالمي لهذا الدور.

الكلمات المفتاحية

آليات؛ المجتمع؛ المدني؛ العالمي؛ انتهاكات؛ حقوق؛ الإنسان.