رفوف
Volume 4, Numéro 1, Pages 24-42
2016-03-01

العدول التداولي عما يقتضيه الظاهر من الحال -وضعيات التخاطب أنموذجا- (دراسة في نمطيّته ومقاصده في الخطاب القرآني)

الكاتب : أ/ د.عبد الخالق رشيد .

الملخص

تتناول هذه المداخلة بالدراسة والتحليل بعض الجوانب المتعلّقة بما يعتري السياق المُنتج لوضعيات التخاطب (situations conversationnelles) من اختلالات مردُّها إلى عدول المخاطب عمّا يقتضيه الظاهر من الحال، منزّلا المخاطَب منزلة افتراضية يستنطقها من بعض العلامات التي تلوح له من موقف المتلقي من الخبر الذي ُيساق إليه. وهي الظاهرة التي أطلقت عليها مصطلح "العدول التداولي"، بحكم أنّ هذا المنحى الذي يتّخذه العدول، كظاهرة أسلوبية مميَّزة، يرتبط ارتباطا وثيقا بوضعيات التخاطب والمناحي التي يسلكها المتكلم في صياغة الأخبار وإيراد الحجج ومناقشة المواقف. وقد وقع اختيارنا على القرآن الكريم كمدوّنة لتقصّي نمطية هذه الضرب من العدول ومقاصده وجمالياته، مستعينين في ذلك ببعض الأدوات الإجرائية المستمدّة من الدرس اللساني الحديث، لاسيما مقولة "شومسكي" حول الكفاءة اللغوية، ونظرية "م. ريفاتير" ذات المنزع البنيوي في تحليل الظاهرة الأسلوبية. كما استندنا في مناقشة الجوانب الجمالية لهذه الظاهرة على مرجعيات من التراث اللغوي العربي، لاسيما تفسير الزمخشري وما أُسِّس على هديه من تفاسير المتأخّرين، ومُنجز السكاكي "المفتاح" وما دار حوله من مختصرات وشروح وحواشي. وقد خلُصت هذه الدراسة إلى نتائج طيبة أبرزت ما لهذه الظاهرة من تأثير على المواقف التواصلية من خلال ما تضفيه من ميزات أسلوبية، كالتأكيد والتخصيص والتهويل... ممّا قد تؤثّر على استجابات المتلقي وتغيير سلوكاته.

الكلمات المفتاحية

العدول التداولي ;وضعيات التخاطب