الدراسات القانونية المقارنة
Volume 1, Numéro 1, Pages 71-114
2015-12-01

الأطر القانونية لممارسة نشاط تسويق السيارات الجديدة في الجزائر

الكاتب : بن عمار مقني .

الملخص

السيارة أو المركبة الآلية كما يطلق عليها من أهم الاختراعات المفيدة للإنسان منذ أواخر القرن القبل المنصرم حتى يومنا هذا. وتختلف السيارة من حيث مواصفاتها وخصائصها وحجمها حسب الغرض والمهمة التي تقوم بها. وقد ساهمت السيارة في تطور المجتمعات وتطورت مع تطور العلم والتقنية بهذه المجتمعات. السيارة هي مركبة آلية تتكون من مجموعة من الاجزاء الميكانيكية تعمل كل هذه الأجزاء بصورة متناسقة، بحيث تؤدي إلى تحريك هذه المركبة، وتعتبر السيارة من وسائل النقل الأكثر انتشارا في عصرنا الحالي. السيارات تنقسم إلى عدة أنواع منها الصغيرة، وأكثرها يمتلكه الأشخاص العاديين ويستعملونها للذهاب إلى العمل أو من أجل تنقل العائلة من مكان إلى آخر أو للرحلات، ومنها الكبيرة، الشاحنات التي تستعمل لنقل البضائع، وهي بذلك تعتبر العنصر الأساسي في الدول الصناعية في دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام . وتعد السيارات مركبات تتحرك علي عجلات حاملة المحرك الخاص بها تستخدم لنقل الركاب أو البضائع، ومنها ما يستخدم في المناجم لنقل المعادن الخام . وجرى العرف على أن السيارات لا يدخل من ضمنها ما يسير على قضبان. ومعظم التعريفات لهذا المصطلح تحدد أن السيارات مصممة للتحرك على الطرق المجهزة, وبها أماكن لجلوس من شخص لسبع أشخاص. وفي العادة تسير على أربع عجلات وبها محرك يسير بالوقود أو الطاقة، أيا كان نوعها، ثم تغيرت النظرة إليها وأصبحت السيارة في العرف الحالي هي المبنية لنقل الركاب وليس البضائع. وللسيارة جوانب إيجابية كما لها جوانب سلبية: ففي الجانب الإيجابي: تعتبر السيارة وسيلة انتقال ونقل، فهي أيضاً مصدر رزق وكسب للعديد من قطاعات المجتمع كالتجارة والصناعة والأعمال. فهناك الصناعة؛ صناعة السيارات وصناعة المحركات وقطع غيار السيارات وصناعة معدات الكشف والصيانة والإصلاح... وهناك التجارة؛ ومنها توريد واستيراد وبيع وشراء واستبدال للسيارات، وتجارة قطع غيار السيارات, وأجهزة الفحص والتحليل ومعدات الصيانة والإصلاح. وفي الجانب السلبي: تعتبر حوادث المرور المادية والجسدية والمعنوية أهم ما يعاب على استعمال السيارات. وتشمل تلك الحوادث ركاب المركبة والمشاة خارج المركبة. ولا شك أن حوادث السيارات تعتبر من الأسباب الرئيسية للوفيات في العديد من البلدان، وتضاف للخسائر البشرية خسارة للممتلكات والأموال. ومن السلبيات المسجلة عليها الاستهلاك العالي لمصادر الطاقة من الوقود، مما يزيد من اعتماد اقتصاد البلاد الصناعية المتقدمة على سعر البترول بالأسواق العالمية وعلى البلاد المنتجة للبترول. ويمثل خطر التلوث والضوضاء الناجم من السيارات على صحة الإنسان من أكثر السلبيات عن استخدامهم هذه الآلة، لما يشكله من أمراض وآفات صحية، زيادة على آثاره الوخيمة على البيئة. كما يعتبر الغش التجاري في نوعية السيارات المسوقة من سلبيات السيارة، بسبب لعيوب الخفية وعدم المطابقة للمواصفات الدولية للأمان والسلامة، وكذا الغش في قطع الغيار والزيوت، سواء من ناحية قطع غيار المزيفة أو لافتقارها للمواصفات الصحيحة التي تنعكس على أداء السيارة وحالتها، وبالتبعية على سلامة السيارة والأفراد. هذا بالإضافة إلى الغش في أعمال الصيانة والإصلاح من ناحية العمالة غير المدربة وغير الأمينة, مما يؤدي إلى ضياع الوقت والمال في عمليات الصيانة والإصلاح. وهناك جانب سلبي آخر يتمثل في الخسائر المادية الناجمة عن سرقة السيارات والتجارة في السيارات المسروقة وتفكيكها وبيعها كقطع غيار. وفي هذا البحث تطرقنا للجوانب المتعلقة بالتأمين عن السيارات والمسؤوليات الناجمة عنها، ولم نستعرض المسائل المتعلقة بالرقابة التقنية، وإنما ركزنا على الجوانب المتعلقة بنظام تسويق السيارات الجديدة، كنشاط تجاري مقنن يخضع لقيود وضوابط. كما بينا الشروط المتطلبة لممارسة النشاط من قبل وكلاء بيع السيارات، والالتزامات الواقعة على عاتقهم، في مواجهة الإدارات العمومية المختصة وفي مواجهة الزبائن، لاسيما ما يتعلق منها بتسليم السيارة المبيعة ومتطلبات الأمن والسلامة، وذلك في ضوء النصوص القانونية الجديدة المؤطرة لنشاط تسويق السيارات، وبالخصوص منها دفتر الشروط "الجديد" المتعلق بنشاط تسويق السيارات الجديدة.

الكلمات المفتاحية

تسويق السيارات الجديدة - الإطار القانوني - القانون الجزائري - الالتزام