فتوحات
Volume 1, Numéro 2, Pages 166-187
2015-06-30

تأويل الخطاب الصّوفي متراوحا بين الإبانة والطّلسمة -الحلاج نموذجا-

الكاتب : أسماء خوالدية .

الملخص

لقد أنشأ الصّوفي لغتهُ الخاصّةَ، لغةً نمّتها أحواله ومقاماته ومواجيده فكانت مِحرارا معبّرا عن صحوه وسكره وعن غيبته وحضوره وعن كشفه وستره .... وعلى العموم كان خطابُه -على غموضه أحيانا وتعميته أحيانا أخر -ذا قدرةٍ استقطابيّةٍ عاليةٍ ما زادته مِحن بعض الصّوفيّة تنكيلا وتقتيلا وتحريقا إلاّ قُدرةً على قدرةٍ، وما زاده الرّمز إلاّ مغايرةً تراوح فيها الترميزُ بين البداهة والتقصّد، فكانت المضامين لا تنكشف إلاّ بمقدار ولا تُبين إلاّ بأقدار. وبين إغراب الرّمز الصّوفي بداهة وإغرابه قصدا تراوحت القراءاتُ فهما وتأويلا وتدبّرا كُلّ بحسب أفقه وكفاءته. ونظراً لما يتسم به الخطاب الصوفي من خصائص تتّصل باختلاف درجات قراءته تقبّلا وتأويلا من جهة، وبلغته الإشاريةِ المجازيةِ من جهة أخرى. فإنّه غالبا ما يتمظهرُ خطابا منغلقا لا ينقاد بسهولة لغير "العارف". في هذا الإطار واعتباراً لما لمسألة ضبط مصطلحات الخطاب الصوفي من دور أساسيّ في استجلاء كنهه وتبديد كثافته الاستعاريةِ والتأويليةِ، فإنّنا نرى تدبّر الرّمز الصّوفي لا يبدو منعزلا عن المجاز و والتّصوير الاستعاري والنّشاط التّخييليّ بشكل عامّ. وتحيل الرّمزيّةُ الشّعريّةُ من حيث هي استقطاب للمتقابلات على كونها فرديّةً ومتعاليّةً.

الكلمات المفتاحية

تأويل - خوالدية - خطاب - صوفي - إبانة - طلسمة - الحلاج