فتوحات
Volume 1, Numéro 2, Pages 49-71
2015-06-30

هرمنيوطيقا الدرس الأصولي محاولة استكشاف

الكاتب : عبد الحكيم فرحات .

الملخص

لم يحظ كتاب بالبحث عبر العصور المختلفة كما حظي القرآن الكريم، ولم تتبلور دراسات حول كتاب كما تبلورت حوله، فقد ظهرت علوم القرآن والتفسير، وعلوم لغته، وعلم كلام، وأصول، وغيرها، كل ينهل من معين النص القرآني، ويستشكل جانبا منها، ولم تلبث أن ألفت فيها كتب عديدة، تحتاج فهارس لرصدها وفحصها ناهيك عن الإلمام بها، بمكننا أن نطلق عليها الدراسات القرآنية، ولم لا؟ أليست دراسات اختصت بتتبع النص القرآني وسبره. واعتمدت هذه الدراسات في تعاملها مع النص القرآني على المنظومة المعرفية التقليدية، بما فيها من نحو وصرف وبلاغة، ومنطق، وكلام وفلسفة، وأصول، ونسجت عليها مبانيها النقدية، ومازالت تدرس بالأقسام الشرعية بالطريقة نفسها التي كانت تدرس بها منذ المئين، ومازال الطالب يتلقى نحو ابن عقيل، وصرف ابن مالك، وبلاغة القزويني، وإتقان السيوطي، وكلام الجوهرة والطحاوية، في أحسن الأحوال، كأن الزمان ثبات، لا جديد فيه، وكأن أيامه لم تنفلق عن جديد البحوث، ولا عن حديث الرؤى، مع أن المتتبع لهذه المجالات يدرك أن هاتيك العلوم المؤسسة للدرس القرآني قد اعتراها تطوير كبير وتفريع كثير، أثمر العديد من الحقول اللسانية. وبالمقابل فقد تبلورات ولقد تبلورت العديد من الدراسات المعاصرة حول النص القرآني التي تشكك في موضوعية هاتيك الدراسات القرآنية التي أنجزها نقادنا المسلمون، وتشكك في قدرتها النقدية، وتدعو إلى تجاوزها جملة وتفصيلا، لما كانت نظرتها محاطة بسياج دوغماتي، مؤسسة على رؤى غير علمية، ومستندة إلى علوم تقليدية، تجاوزها نقد الزمن، فقد تجاوز علوم لغتها بلسانيات حديثة، وفنون كلامها بفلسفات جديدة، ومسلمات فكرها في نظرهم بمقررات معاصرة، ولذلك تدعو هذه الدراسات إلى الأنسنة بدل التقديس، والتاريخية بدل التعالي. وهذا ما يبين أن هاتيك الدراسات القرآنية تحتاج سبرا عميقا ونقدا علميا، يحترم مقررات البحث العلمي، وينهض على أصوله، بعيدا عن التحيز أيا كان. ومن هنا فقد تبلورت إشكالية هذه المداخلة بأربعة أسئلة أساسية، وهي: ما واقع الدارسات اللغوية المعاصرة للقرآن؟ ما مبررات وجودها العلوم اللغوية التي تستند إليها الدرسات القرنية في تحليلاتها؟ ما موقع العلوم اللغوية المؤسسة للدراسات القرآنية من العلوم اللغوية المعاصرة؟ كيف يمكن أن نوظف العلوم اللغوية الجديدة في تطوير الدرس القرآني؟

الكلمات المفتاحية

هرمنيوطيقا - الأصول - درس - عبد الحكيم فرحات - منهج نقدي