فتوحات
Volume 1, Numéro 2, Pages 31-48
2015-06-30

من الظاهراتية إلى التأويلية قراءة في المرجعيات والمفاهيم

الكاتب : محمد سالم سعد الله .

الملخص

تشكل الظاهراتية (Phenomenology) انعطافاً فلسفياً وحيوياً في مسيرة التفكير الأوربي الحديث ، لأنها قدمت استشهادات معرفية للانتماء والانفتاح على الكينونة ، ومارست دورها ( النموذجي ) في المساهمة بحلِّ إشكالية المتتاليات المنهجية الواقعة بين سلطة اللوجوس ( Logos ) ، ونظام الميثوس ( Muthos ) وذلك بإقامة علاقات دلالية يتكفلها التأويل ، ويكون مقياسها المنهجي معتمداً على ماهية الظاهرة (Phenomena) المتطورة في سلم أولويات الوجود الإنساني ـ عن الكينونة والوجود (Being). وتأتي ولادة الظاهراتية في مرحلة حرجة من تطور المناهج الفلسفية الغربية التي لم تدخر جهداً في خلق الأزمات المعرفية ثم تقديم وإبداع حلولٍ لها ، والبحث عن بدائل عقلانية متجددة دائماً مع مقتضيات وتوجهات التطور المفاهيمي الذي يشهده الفكر العالمي . ويتصيّد البحث هنا أهم المعطيات والمرجعيات التي أسهمت بها الظاهراتية في رفد معطيات الدرس النقدي على الصعيدين الفكري واللغوي ، أما المعطيات التفصيلية والعامة للظاهراتية فلن تكون مدار البحث ، فقد درست ذلك كتب كثيرة ومتنوعة(1). يمكن إجمال الحديث عن أهم معطيات الظاهراتية بما يأتي : ( منزلة الوعــي ، وقيمــة الإدراك ، ومفهوم القصديـة(2)، ومفهوم المعنــى ) . وهذه المعطيات مترابطة في نظام فكري ، ينطلق من إيمانه بعدم وجود أشياء تكتسب الثبوت ، إنّما هناك متاهات عدّة يحاول الوعي بإدراكه وقصديته من الوصول إلى كُنهها ، وتأكيد حصر المقاييس الحسية التي لا تملك قراءات دقيقة حول تفسير الظواهر . وبهذا امتازت المنهجية الظاهراتية بالبحث الدائم عن ( الوجود ) وتفسير شروطه وشرح وفهم تشكيل تجربته ، والذهاب إلى ما بعد الظاهرة (Post-Phenomen) لتقديم التأويل المناسب المُنفتح على الذات(3). ويمكن قراءة خطة الظاهراتية ودورها في تفعيل مسيرة الدرس النقدي عبر معطيات عَلمين من أعلامها هما : أدموند هوسرل (- 1931) ومارتن هيدجر (- 1976) ، ثم فحص تلك القراءة عبر أثرها الكبير في انبثاق نظريات الاستقبال والتلقي التي تماشت وغذت مسيرة النقد المنهجي لما بعد البنيوية .

الكلمات المفتاحية

الظاهراتية - سالم سعد الله - التأويلية - هيديجر - البنيوية