مجلة الحكمة للدراسات التاريخية
Volume 3, Numéro 5, Pages 54-73
2015-01-01
الكاتب : بصال مالية .
أدت الطرق التجارية دورا بارزاً في حياة سكان شبة الجزيرة العربية في الفترات التاريخية التي سبقت الإسلام. وكانت هذه الطرق عاملا كبيرا من عوامل نشأة المدن والممالك في شمال الجزيرة العربية وجنوبها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطرق البرية كانت أوضح تأثيرا في تفاعل القبائل العربية وتكوين الممالك من الطرق البحرية. ويمكن أن نهتدي إلى الطرق البرية ومعرفتها بمعالم أهمها: وجود مدن ذات ارتباط تاريخي في منطقة من المناطق وفي خط يغلب أن يكون خطا متصلا ً، ومثله الطريق التجاري بين جنوبي الجزيرة العربية وشمالها. وهناك علامة أخرى نتعرف بها على الطريق البري، وهي كثرة النقوش أو الكتابات وبخاصة كتابات المسند وما تفرع منها مما كتبه بعض الحكام أو الولاة، وله مفهوم تاريخي يلقي ضوءا على بعض الجوانب الحضارية سواء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها. ونتيجة الطرق التجارة والهجرة، ظهر استقرار وامتزاج بشري يمني في وسط وشمال شبه الجزيرة العربية، وكانت من نتائج المزج أن قامت الممالك العربية في نجد والحجاز وبادية الشام أيضا، ومن أهم أمثلتها كندة التي نشرت سلطانها من نجد حتى سواد العراق والحيرة، و المناذرة و الغساسنة وغيرها، وكان من الطبيعي أن يحمل المهاجرون من اليمن حضارتهم نحو طريق الشمال الذي ألفوه منذ القديم، وذلك عبر الحجاز ونجد، وإلى بادية الشام حيث كونوا مراكز حضارية على طول الطريق التجاري، ففيم تمثل الدور الثقافي للمستوطنات اليمنية في وسط وشمال شبه الجزيرة العربية؟
الدور الثقافي المستوطنات شمال الجزيرة العربية وسط الجزيرة العربية
لحسن براهيم
.
ص 932-943.