مجلة الباحث للدراسات الأكاديمية
Volume 3, Numéro 1, Pages 35-64
2016-01-05

نظرة في الأزمة السورية ومواقف الدول الكبرى

الكاتب : موفق مصطفى الخزرجي .

الملخص

اتسمت الأزمة السورية بالتعقيد واستقطبت اهتماما عالمياً وأثارت خوفاً لدى دول المنطقة وتضافرت عدة عوامل داخلية وإقليمية ودولية على تفاقمها واستغراقها كثر من أربعة سنوات تكبد فيها الشعب السوري التضحيات. وتحولت من انتفاضة شعبية للتحرر من حكم شمولي طائفي الى ساحة دولية للصراع بين القوى الكبرى. فروسيا والصين ترفضان انفراد الولايات المتحدة في القرارات الدولية وتنشدان إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب ولا تريدان البقاء منعزلتين في حدودهما ، فجاء اتفاقهما في يونيو 2011 للتصدي للهجمة الأمريكية – الأوربية على المنطقة والتي تهدد مصالحهما الاستراتيجية والنفطية والغازية والاقتصادية حالياً ومستقبلاً ، وكان الفيتو الروسي الصيني في 4/10/2011 الأول أولى ثمار هذا الاتفاق ثم أعقبه تبنيهما الفيتو مرتين رغم الضغوط والانتقادات الدولية، والإصرار باستخدام الفيتو يؤشر إدراكاً بأن مصالحهما مستهدفة وأنهما اقصيتا من مركز القرار فضعف نفوذهما، وزاد الإصرار على الفيتو من تدهور الوضع الأمني في سوريا فعطل تبني مجلس الأمن قراراً بوقف القتال والحرب الأهلية فيها، وبقي المجلس منقسما ولم يصل إلى توافق على تسوية سياسية تنقذ سوريا وتحفظ السلام والأمن فيها وفي المنطقة. وأخيراً فان لعبة التوازنات وحسابات المصالح للدول الكبرى والاقليمية أضحت هي السائدة والطاغية على أجواء الأزمة السورية، وهي الموجه الحقيقي فيها.

الكلمات المفتاحية

الأزمة السورية - الفيتو - مجلس الأمن- الدول الكبرى - التسوية السياسية.