Dirassat
Volume 7, Numéro 4, Pages 11-54
2016-06-30

فلسفة الثقافة والنقود الفلسفية الكبرى؛ أو عندما تُدان الثقافة فلسفيّا !

الكاتب : عبد الكريم عنيات .

الملخص

أن تكون الثقافة في قلب التاريخ، فهذا يدلّ على أنّها عرضة للنقد والتأويل وحتى التطاول والتسفيه. والّذي ميّز بوضوح العقل الفلسفي الحديث هو تفطّنه إلى أنّ الثقافة الإنسانية ليست شأنا مقدّسا، ولا متعاليا، لذا فلا مشاحة في نقره وفحصه شأنه شأن أيّ موضوع آخر من مواضيع الواقع. إنّ العقل في قاموس فلاسفة الريّب، لا يُعلى عليه، بل كلّ الموضوعات دونه قابلة للنقد. لذا فقد خصصنا هذه المقالة لعرض وتركيب موقف فلاسفة الشك الكبار في العصر الحديث، من أجل أن نتأمل، مشهدا فلسفيّا نادرا ومثيرا؛ يمكن أن نسميه: صراع الفلسفة والثقافة. لم نكتف بذكر ثلاثية "فلاسفة الرّيب" الّذين اشتهروا في الأزمنة الحديثة، بل أضفنا إليهم دوركايم، على اعتبار أنّه عالم اجتماع أولا ممّا يدلّ على اهتمامه بالظاهرة الثقافية، وعلى اعتبار ثان، وهو أنّه لا يقلّ شكوكية عن المعاصرين الأوائل، أي "ماركس"و"نيتشه" و"فرويد". والدراسة المنهجية الدوركايميةللمجتمع، لا تدلّ إلا على تفكيره فيما وراء الثقافة الّتي تشكّل الفكر النقدي ذاته. لذا كشفنا عن نظرية النقد الثقافي عنده وأوَّلناها حسب فهمنا. وقد خلصنا إلى الإشارة إلى أنّ هؤلاء الفلاسفة، قد شكّلوا المادة الأولية، أو قل الخام، للفلسفة الما بعد حداثية، والّتي تلونت بلون التركيب والبناء أكثر من خاصية التجديد ،أو الابتكار.

الكلمات المفتاحية

العقل الفلسفي - صراع الفلسفة والثقافة