المعيار
Volume 9, Numéro 3, Pages 45-62
2018-10-02

التراث السلطوي في الذهنيات والأنساق الثقافية العربية قراءة في اسقاطات نموذج "الشيخ والمريد" على المجال السياسي المغربي

الكاتب : ميهوبي فخر الدين .

الملخص

تعرض المجال السياسي العربي إلى العديد من النكسات والإشكاليات الحضارية والتاريخية ذلك ما انعكس على صعيد الذهنيات والمسالك العربية وشكل عاملا سلبيا اثر وبشكل مباشر على مكانة وعقلية الانسان العربي – سواء على الصعيد الشعبي او على صعيد الانتليجنسيا – ومن ابرز هذه الانعكاسات اطلاق صفة التخلف كمعطي تاريخي وأبدي مرتبط بكل ما هو عربي، وزيادة ترسيخ فكرة التراجع الحضاري والحداثي العربي في مقابل استمرار الضعف والوهن الذي يتضح جلياً من خلال الاستهانة بالذات الحضارية العربية واعتبار الفكر العربي مناهض ومناقض للنهضة والحداثة، ويتعارض مع القوام الديمقراطي على حساب التأسيس وحتى التبرير لمعطى التسلطية والاستبداد، انطلاقا من فكرة متأصلة للتراث الفكري السياسي العربي القائم تاريخيا على اسس لا حضارية ومعوقات متجذرة ومترسخة ِتَحْوُلُ دون وصول العرب الى الحداثة والديمقراطية كما ِتَحْوُلُ دون التخلص من الذهنيات والمسالك السلطوية التي ترسخت باستنادها الى الشرف والبركة والقداسة اي الى المنظومة الرمزية التي ادت الى سيادة واستمرارية الثقافة السلطوية في المغرب المعاصر حتى بعد الاستقلال رغم التغيرات التي عرفها المجتمع المغربي وتم تكريس ازواجية بين المعطى التاريخي التقليدي وبين الحداثة الشكلية، مع اعادة ترميم اليات مؤسسات الحكم وبناء الاجهزة الامنية والعسكرية ذات الولاء التام للملك اضافة الى التحكم في الاقتصاد والمجتمع بأشكال جديدة عززتها بواسطة الشبكات الزبونية والتحكم في توزيع المصالح والموارد والنفوذ، وهذا ما اثر كذلك على مكانة الملك كمصدر مانح لهذا النفوذ والمصالح حيث تشكلت صراعات تقديم الولاء والتقرب والرغة في نيل مكانة ومصلحة من الملك الذي استطاع ان يحقق التعالي الرمزي السياسي ويكون في منأى عن المساءلة في مقابل التحكم في المجال المجتمعي وقبول الفرد المغربي بصفة الرعية.

الكلمات المفتاحية

التراث السلطوي/الذهنيات والأنساق الثقافية العربي / المنظومة الرمزية /المجال السياسي المغربي