مجلة الدراسات الإفريقية
Volume 3, Numéro 6, Pages 240-262
2018-05-20

تطور مبدأ الأولويات في الحركة الوطنية والثورة التحريرية بين سنتي 1946-1962.

الكاتب : بوحموم أمحمد .

الملخص

عرف التيار التحرري الجزائري اللمتمثل في حركة انتصار الحريات الديمقراطية بين سنتي 1947 -1954 تحولا كبيرا في أسلوب وأليات عمله الداعي إلى استرجاع السيادة الوطنية ، ومن أجل ذلك حدد جملة من الأولويات التي تهدف في مجملها إلى التحول من العمل السياسي إلى الكفاح المسلح باعتباره الوسيلة المثلى لتحقيق هدفه السياسي . ولما فجرت الثورة التحريرية ، وضع أعضاء القيادة التاريخية ضوابط اساسية للثورة والتي من بينها أولوية الداخل عن الخارج ، وانتهاج أسلوب القيادة اللامركزية وذلك طبقا لخصوصية الثورة الجزائرية ، وتحقيق مرونة للعمل السياسي والعسكري. ثم أكد مؤتمر الصومام على مبدأ الأولويات ، خاصة فيما يتعلق بأولوية السياسي عن العسكري ، والداخل عن الخارج ، مع تطبيق أسلوب القيادة المركزية . ولما أصبحت لجنة التنسيق والتنفيذ وكذا أعضاء المجلس الوطني للثورةبالخارج سنة 1957 ، ألغي مبدأ الأولويات من قبل المؤتمر الثاني لجبهة التحرير الوطني المنعقد بالقاهرة ، لكنه فتح المجال لأولوية الخارج عن الداخل ، وهو ما تم تكريسه من قبل ندوة المجلس الوطني المنعقدة بالعاصمة الليبة طرابس في أواخل 1959 -وبداية 1960 ، وبذلك اصبحت أولوية الهيئات القيادية المتواجدة في الخارج على حساب الهيئات الولائية في الداخل في عدة مظاهر سياسية ، عسكرية واقتصادية ، ويعود ذلك التحول في مبدأ الأولويات إلى عوامل شتى من بينها ، غلق الحدود الشرقية والغربية للجزائر ومن ثم صعوبة انتقال الأشخاص والمعدات المادية بين الداخل والخارج ، ومن ثم حرمان الثورة في الداخل من الإمكانات التي من المفروض أن توظف في الميدان . كما سنة 1960 هي السنة التي أكتملت فيها عملية تشكيل الهيئات القيادية المركزية للثورة في الخارج ، وهي الهيئات المشرعة ، المخططة والموجهة للثورة ، في حين يتمثل دور أعضاء المجالس الولائية في الداخل ، في تنفيذ ما أقرته الهيئات المركزية وفي اقتراح الحلول التي تراها ممكنه للصعوبات المطروحة في الميدان . أما في الجوانب المادية فيبدو بأن الهيئات المتواجدة في الخارج قد استأثرت لنفسها على أكبر قدر من المساعادات التي منحت للثورة ، والواقع أن الولايات التاريخية كانت مدعمة من قبل الشعب في جميع الميادين ، عكس الهيئات الموجودة في الخارج التي كانت تعتمد على الدعم الخارجي . الأمر الذي يجعلنا نقر بأن تلك الأولويات التي تطورت من مرحلة لأخرى خلال الثورة الجزائرية ماهي إلا استراتيجيات متجددة ومتكيفة مع الوقائع والأحداث ، لتنسجم مع الهدف الأساسي للثورة وهو استرجاع السيادة الوطني مهما كانت الصعاب.

الكلمات المفتاحية

المنظمة الخاصة ، اللجنة الثورية للوحدة والعمل ، اجتماع مجموعة 22 ، القيادة التاريخية ، مؤتمر الصومام ، مؤتمر القاهرة ، ندوة طرابلس ، المجلس الوطني للثورة الجزائرية ، الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية ، قيادة الأركان العامة للجيش .