المعيار
Volume 7, Numéro 2, Pages 142-149
2016-12-31

الحداثة الغربية وتجلياتها على الشعر العربي المعاصر

الكاتب : رضا عامر .

الملخص

لقدطرح موضوع الحداثة بالنسبة للمجتمع العربي هاجسًا ظلّ يؤرّقه على مدى عدّة قرون، ومهما تعددت تعريفات الحداثة سواء كانت تاريخية أو فلسفية،فقد بات التعامل معها على أنها مجموعة من القيم التي يمثلها المجتمع الغربي في فترة نهوضه مع نهايات القرن السابع عشر وبدايات الثامن عشر، فإنّ كلّ ذلك لا ينفي على الحداثة أنّها كانت موضوعا للدرس الفلسفي لسجالات طويلة في حقول المعرفة الفكرية، وبهذا تجلت أسبقية الفكر الغربي في تبني مفهومها ومرجعياتها ومع ذلك لاننفي عن المجتمع العربي الإسلامي عدم معرفته بالحداثة وموضوعاتها التي لم تجد الترحيب والتنظير رغم أنّ بداياتها كانت مع نظرية الهدم التي طرحها الشعراء الموالي في بداية العصر العباسي من تحطيم للنموذج التقليدي للنص الشعري العربي والخروج عن المألوف والدعوة إلى الخرق والتجديد وكذلك الأمر في ضرب أركان الإسلام والطعن في القرآن الكريم (مسألة خلق القرآن) فكل تلك القضايا التي عاشتها الأمّة العربية الإسلامية لم تجد الترحيب بها لكون المجتمع لم يكن مهيأ بعد لتقبل تلكم المواضيع والخوض فيها لعدم نضج الفكر العربي حينها، فكانت المبادرة للغرب خاصة المساهمة قي صنع المستقبل الحداثي الذي وجد المناخ المناسب لطرحها، وتعديل وتحوير كلّ مافيه من قيم وسلوكيات وأفكار وفق نمط فكري فلسفي معين في حين بقي الفكر العربي يعيش في دائرة التمسك بالتراث والتخوّف من هذه الحداثة الغربية التي بات يرى فيها نهاية تاريخه وهويته وحضارته، فكان الإقبال عليها بحذر شديد يسوده التوجس من كلّ ماتبدعه الحضارة الغربية بلغة عصرها، والسؤال الذي يتجلى علينا هو: ما مفهوم الحداثة من وجهة نظر الأدباء والفلاسفة عامة الشعراء خاصة ؟ وما هي جذورها في الفكر الغربي والعربي؟

الكلمات المفتاحية

الحداثة الغربية وتجلياتها على الشعر العربي المعاصر