المعيار
Volume 7, Numéro 2, Pages 47-53
2016-12-31

النقد اللغوي عند عبد الله بن سلام الجمحي

الكاتب : غربي بكاي .

الملخص

لاشك أن النقد كان ملازما للفكر الإنساني منذ وجوده على ظهر الأرض فالعقل البشري في سعيدائم ومستمر إلى اكتساب مزيد من العلم المعرفة، وكلما اكتشف جديدا نظر إلى القديم نظرة نقد وتمحيص ليبيّن مافيها من عيوب ونقائص، والمنتوج الأدبي من شعر ونثر وخطابة .... لم يخرج عن هذا، فكان كل من الشاعر والأديب والمفكر يحاول إخراج ما أبدعه في أحسن حلة وأبهى صورةوإذا ما بدا له ماينقص من إبداعه هذا عاد إليه بالتنقيح والتصحيح، وفي كثير من الأحيان كان المبدع لا يرى عيوب نفسه فكان غيره ينبهه على ذلك من الشعراء أو النقاد أو من له دراية بنوع الفن الذي يكتب فيه، وقد أجمعت الروايات التاريخية على أنّ أول عمل قام به علماء العربية لحمايتها من اللحن هو ضع علامات الإعراب من ضم وفتح وكسر من طرف أبي الأسود الدؤلي، ووضع نقط الإعجام من طرف نصر بن عاصم الليثي، ثم تواصلت جهود العلماء فقاموا بجمع اللغة – شعر ونثر- واختلف البصريون مع الكوفيين في ذلك فالبصريون ححدوا قبائل معينة لاعتقادهم أنّها القبائل التي لاتزال تحافظ على فصاحتها، بينما أخذ الكوفيون من جميع القبائل فكانت المادة اللغوية عندهم أوفر وأكثروبعد عملية الجمع والتدوين قام العلماء بتصنيف المادة الللغوية ثم استنباط القواعد منها، فعلمهم بدأ وصفيا وانتهى معياريا، أي أن هذه القواعد التي قعّدوها كانت معياراً يزنون به كل مسموع فما كان موافقاً لهذه القواعد فهو صحيحومقبول عندهم وما خالفها فهو خطأ في نظرهم، وينبغي على الشاعر أو الأديب أو غيره من الناطقين بالعربية أن يبني كلامه وفق هذه الأسس والمعايير وهم بهذا يمارسون عملية نقد لغوية مركزين في ذلك على التوضيف الصحيح للمفردات والتراكيب ناسين بذلك أو متناسين خيال الشاعر " فالناقد اللغوي كان لا يعنى بجو القصيدة وخيال الشاعر قدر عنايته بلغته ومتابعته مواطن

الكلمات المفتاحية

النقد اللغوي، عبد الله بن سلام الجمحي