مجلة المواقف
Volume 9, Numéro 1, Pages 25-42
2014-12-31
الكاتب : مراد قواسمي .
إلى جانب سؤال النهج، (نسمي "نهجا"، هاهنا، تلك الطريقة التي يتفق عليها الأستاذ وطلبته ليتم العمل بها على مدار السنة الجامعية بغض النظر عن المستوى الجامعي في مرحلة التدرّج)، الذي هو سؤال جوهري لتقدمة الدرس الفلسفي نظريا كان أم تطبيقيا، يحتل سؤال العلاقة البينية مكانة جوهرية فيما بين ثنيات النهج والمضمون. هذه البينية تتمثل في طبيعة التعامل ما بين الأستاذ وطلبته وحتى بين الطلبة أنفسهم، كمشاريع باحثين وفلاسفة مستقبليين، كمفكرين، بالدرجة الأولى، يتجهون نحو اكتساب التفكير السليم والتخلص من شائعات الأفكار وجاهزاتها. والحال هذه، ينبغي ألا نعتبر الطالب متمدرسا بأي وجه من الأوجه، لأن مفهوم المدرسة يتطلب إلزامه بخصوصيات تحد من سلطته في كل شيء في حين يجدر به أن يكون هو السلطة في معظمها. هذا حتى نتمكن من ضمان نجاح الدرس الفلسفي بمقاييس فلسفية ومعايير البحث عن الحقيقة لا بمعايير التوفيق والابتذال والتسرع والزيف. ولأننا أيضا لا نبتغي البحث عن "متمدرسين" كل ما يهمهم في الفلسفة تحقيق وسائل النجاعة التي تدفعهم إلى التفكير فقط في الهامشي (أقصد بحث الطلبة وانشغالهم بالجانب البراغماتي من الدرس وهو النقطة لا باكتساب المهارات وطرائق التحصيل والفهم وتطويرها) وإنما نسعى للبحث عـــن "الفكر الحر"، فهو الذي يهتم بالكشف عن الحقيقة، عن المعرفة وعن استراتيجيات إنتاجها، ذلك أنه إذا ما تحقق هذا الشرط فلابد من أن الثاني متحقق لاشك، أما عن الحصة التطبيقية بالأخص فإنها لا تكسب المهارات وإنما توجه وتمنح نماذج يمكن بالتعود عليها وبمراعاتها الحصول على نتائج أفضل في التحكم في النص الفلسفي والتعامل معه. والحال أنه لا يمكن تحقيق التوفيق فيما بين "المحاضرة" "التطبيق" أصلا لأنه لا وجود لأي تعارض أو تناقض أو سوء تفاهم، فالتوفيق يكون بين ما يعتقد بأنه اختلاف من حيث المضمون والمنهج، في حين أن الافتراض يقول بأن هناك إمكانية تنسيق وتكامل، بل واستدراك، فما ينسى أو يؤجل في المحاضرة يمكن قوله في التطبيق، ولذلك فهذا الأخير هو الوجه الآخر للمحاضرة وليس شيئا مضادا لها ومعارضا.
الدرس الفلسفي؛ طرائق؛ التدريس؛ المنهج؛ المحاضرة؛ التطبيق
اقبال عبد الحسين نعمة /
.
ص 05-20.