المجلة المغاربية للدراسات التاريخية والإجتماعية
Volume 10, Numéro 1, Pages 111-124
2018-06-17

نشأة المدارس الحرة بمنطقة تبسة في النصف الأول من القرن العشرين

الكاتب : بعلــــوج سليــم .

الملخص

كان من اهتمامات رجال الإصلاح في الجزائر تعليم، تكوين، إرشاد وتوجيه أكبر عدد ممكن من الناس وهذا في مختلف المنابر التي قاموا بتأسيسها وهي المساجد، النوادي، الجمعيات، والمدارس. ففي المدارس التي قاموا بإنشائها لم يستثنوا في تعليمهم جنسا بعينه أو ربطوا تعليم البنين والبنات بسن معينة بل عمدوا إلى أن يتعلم الجميع. كانت الغاية من طرف القائمين على هذه المدارس هي التعليم، وذلك ببذل أكبر جهد ممكن، لمحو الآثار السلبية، والسيئة التي تركها الاحتلال الفرنسي، وحتى يؤدي التعليم وظيفة أخرى تتمثل في أن يكون أساسا لمشروع حضاري لإحياء الأمة الجزائرية وبفضل المجهودات التي قام بها المعلمون في مختلف المدارس لم تمت الأمة ولم تندثر، بل ناضلت بعزم وصبر من أجل إحياء ما دمّره الاحتلال الفرنسي، لقد أعطت المدارس بمنطقة تبسة صورة أخرى للمقاومة التي تبناها أبناء الحركة الوطنية من خلال تعليم بل وتثقيف أكبر عدد ممكن من أبنائها. إن مختلف المدارس ذات الطابع العصري، كمدرسة الهداية ومدرسة تهذيب البنين والبنات التي سهر عليها رجال الإصلاح بمنطقة تبسة، كانت بها حركة تعليمية لتوجيه الأمة وتهذيبها. هذه الحركة التعليمية التي بنت في المتعلمين معاني الوطنية الحقيقية والتوجيه الصحيح للأمة الجزائرية، كانت الجهود قد تبناها الجميع حيث تكفلت الجمعيات المحلية بتمويل هذه المدارس وكانت هي الراعي الرسمي لها من بناء وتأثيث، أما المكلفون بالتعليم والتهذيب والتوعية من أجل تعميق مفهوم الوطن، فقد تنقلوا من أجل تحقيق هذا الهدف عبر مختلف قرى ومداشر المنطقة يؤسسون مختلف المدارس.

الكلمات المفتاحية

التعليم ; الإرشاد ; الجمعيات المحلية; المدارس; الشهادة الابتدائية; الأمة; اللغة; الثقافة; المواد العلمية