مجلة سيميائيات
Volume 14, Numéro 1, Pages 127-136
2018-07-21

آفاق التلقي الجمالي في ظل توتر العلاقة بين "الورشة" وفضاء العرض

الكاتب : نزار الطريشيلي .

الملخص

آفاق التلقي الجمالي في ظل توتر العلاقة بين مفهوم "الورشة" وفضاء العرض لا شك أن المعاصرة، في مجال الفنون، راهنت على توسيع معنى العمل الفني وعملت على تجاوز التعاريف التقليدية للعملية الإبداعية ذاتها. إذ بالإمكان اليوم المزج بين بين أكثر من تقنية وتوظيف أكثر من خامة واللجوء إلى أكثر من جنس فني في نفس العمل. ويعود ذلك، حتما، إلى دينامية إنشائية للأثر الفني تؤسس طرحها الجمالي على تفرّد التجربة وجدتها وطرافتها... أي الإنقلاب على مناهج سابقة على مبدإ رئيسي يقوم على عزل الفنان المنجـِز عن عمله إذا ما فرغ منه وعلى الفصل بين مكان الإنتاج أي الورشة عن فضاء العرض واستبعاد كل فرضية قد تسمح للمتلقي بالتدخل في العمل النهائي... ضمن هذا السياق يتنزل هذا المبحث الذي سيستند إلى التغير الحاصل في مفهوم "الورشة" الذي لم يعد موثوقا إلى مكان بعينه وصار يقبل الإندراج ضمن حيوية العمل الفني والإمتداد إلى زمن التلقي نفسه ليتم إرباك موازٍ لخصوصية فضاء العرض الذي غيّر بدوره مفهوم الجدار وشتت بلا هوادة صورة التعليق الهادئ للوحة المستمتعة برفاهة الضوء المسلـّط عليها ليتم إعادة النظر في معنى التلقي الجمالي نفسه لذلك نقترح أن يكون عنوان هذه الورقة: آفاق التلقي الجمالي في ظل توتر العلاقة بين مفهوم "الورشة" وفضاء العرض حيث سنستند إلى التغير الجذري لمعنى العمل الفني وبالتالي معنى الممارسة الإبداعية ذاتها في ظل ملاحقتها لمعنى المعاصرة التي صارت تقيم طروحاتها على الإفلات من الممنوع والمحظور والمتواتر طلبًا لجمالية تعيد تعيير الجميل لتضم لحوزتها المثير والمستهجن واللامتحدد... فالمقال يرصد التغير الحاصل لمفهوم التلقي الجمالي، الموازي لمتغيرات مفاهيمية طرأت على معنى الورشة وفضاء العرض ونمط الممارسة الفنية "الما بعد حداثية" أي المستفيدة من التقنيات المستحدثة والمنفتحة على أجناس فنية ما فتأت تتعدد وتتنوع على نحو متسارع، وتتساءل عن آفاقه وتطرح إمكانية السقوط في مخاطر اضمحلال المتعة الذوقية إذا ما تخلى العمل الفني عن جانب النـّدرة والتفرّد لينساق خلف الإبهار السّلبي والمؤقـّت للمتلقي المستتر بفكرة التبضـّع بأفكار الفنان ومجرّد صنع الحدث. وذلك بالعودة إلى بعض الأمثلة المستمدة من راهن الممارسة الفنية المعاصرة.

الكلمات المفتاحية

ورشة الفنان - فضاء العرض - النحت - الفضاء العام - التلقي الجمالي