Annales de l’université d’Alger
Volume 32, Numéro 2, Pages 327-367
2018-06-28

مهنة العمل الاجتماعي في مجال الدفاع الاجتماعي

الكاتب : وحدي نبيلة .

الملخص

يعتبر كل من الرخاء والأمن والاستقرار من ضروريات حياة الإنسان، وهي لا تقل أهمية عن الاحتياجات الأخرى كالغذاء والملبس والمأوى. هاته الضروريات مجتمعة تستقي أهميتها من أن بانعدامها لا يستطيع الإنسان أن يقوم بممارسة حياته اليومية بشكل ملائم شأنها في ذلك شأن الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية. وهي بهذا المستوى من الأهمية التي تحظى بها تشكل مجتمعة ركائز وأركان مثلث فكري لا يمكن فصلها عن بعضها لقوة العلاقة الجوهرية بينها والتي يدور حولها مسعى وطموحات أي مجتمع ينشد التطور الحضاري والتنمية المستدامة. ما يعني أن انعدام هذه الضروريات من أمن واستقرار إنما هو راجع بالدرجة الأولى إلى ظواهر عديدة تدخل في عداد المشكلات الاجتماعية نظرا لما ينجر عنها من نتائج تعود بالضرر على الفرد والمجتمع على حد سواء والتي من بينها الانحراف والجريمة. ومن خلال نظرية أبراهام ماسلو" Maslow Abraham -والتي تعد من أولى النظريات المهمة لتفسير سلوك الإنسان وهي في الوقت ذاته من أكثر النظريات السوسيولوجية شيوعا وقدرة على تفسير السلوك الإنساني في سعيه لإشباع حاجاته المختلفة لأنها تختص في ميدان نمو الإنسان وتطلعه لحياة أفضل- وحسب سلم الحاجات الذي احتوته هذه النظرية، فبعد أن يشبع الإنسان حاجاته الفسيولوجية، تبدأ في الظهور على الفور مجموعة جديدة من الحاجات والتي يمكن تصنيفها داخل فئة حاجات الأمن والسلامة والطمأنينة؛ حيث يؤدي هذا النوع من الحاجات دور المنظم الوحيد لسلوك الإنسان إلى درجة أن تفقد جميع الأشياء أهميتها في نظره أمام شدة إحساسه بهذه الحاجة وأهميتها القصوى في حياته. فالأمن مثله في ذلك مثل الحرية لكن بمعناها الإيجابي؛ فقد أصبحت حاجة الإنسان للأمن والاستقرار مثل حاجته للحرية وبأكثر إلحاح من أي وقت مضى. وانطلاقا من كون الحرية تتطلب الوعي الحقيقي والإرادة الواعية والممارسة الفعلية، ناهيك عن ضرورة توفر شروط موضوعية -والتي لا يمكن للحرية أن تتحقق بدونها والتي من أهمها أمن الإنسان واستقراره في المجتمع- فتحقيق الأمن يتطلب بدوره جهودا كبيرة وإرادة قوية وتنظيرا مؤسسا وممارسة فعلية، متطلبات نجمعها تحت لواء مهنة العمل الاجتماعي في مجال الدفاع الاجتماعي للتصدي لكل الانحرافات والجرائم التي من شأنها أن تعيق تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في المجتمع. إن الموضوع الذي نحن بصدد التطرق إليه بشكل أوسع من خلال أسطر هذه المداخلة تجوبه وتعتريه العديد من التساؤلات المتداخلة والمترابطة تشكل مجتمعة إشكالية هذه المداخلة سنحاول التطرق إليها كل على حده وذلك طبقا للترتيب المعتمد لهذه الأسئلة: بداية ما هو مفهوم الدفاع الاجتماعي، أين يكمن الفرق والتشابه بين مفهومي الانحراف والجريمة، وأخيرا كيف يمكن لمهنة العمل الاجتماعي أن تكون الحل الأنجع لتحقيق الأمن والاستقرار؟ ومن هذا المنطلق نجمل الكلمات المفتاحة لهذا المقال في جملة المفاهيم والمصطلحات التالية: الدفاع الاجتماعي، الجريمة، الانحراف، العمل الاجتماعي.

الكلمات المفتاحية

الدفاع الاجتماعي، الجريمة، الانحراف، العمل الاجتماعي.