آفاق سينمائية
Volume 5, Numéro 1, Pages 59-66
2018-06-25

الاشتغال الفكاهي في حسان الطيرو بين المسرح والسينما

الكاتب : بوكراس محمد .

الملخص

"إن الفكاهة الحديثة اجتماعية، والتاريخ أحد مجالاتها المفضلة، وبالفعل، في عام 1931 قام "سيلار" SELLER و"ياتمان"TEATMAN. بنزع صفة القداسة عن تاريخ انجلترا في مسرحية "1066 وكل هذا" (1066 AND ALL THET) وبعد مرور جيل قدم "جون دوشيه" JEAN DUCHE نفس الخدمة للتاريخ فرنسا." روبيرت اسكاربيت1 عندنا الأمر يختلف تماما، لأن الواقع السوسيو ثقافي الجزائري يفرض نفسه في هذه المسألة، حيث كان الاقتراب المسرحي والسينمائي من المرجعية التاريخية يروم ـــ في كل مرّة ــ غرس قيم الافتخار والاعتزاز بالبطولات والتضحيات، وصناعة النموذج البطولي والقدوة الاجتماعية، الذي ينبغي اقتفاء أثرها. وهذا ما لمسناه في روائع السينما الجزائرية أبواب الصمت ، معركة الجزائر، الأفيون والعصا... وصولا إلى الأفلام السينمائية الأخيرة المنتجة في إطار الاحتفال بمرور خمسين سنة على الاستقلال، أو في الملاحم والمسرحيات التاريخية على سبيل المثال: مسرحية 132 سنة لكاكي، وعقد الجوهر لابن قطاف، ملحمة الجزائر... ماهي المسافة الفاصلة بين الفكاهي والتاريخي في السينما والمسرح الجزائريين؟ وهل مازال ينظر إلى الفكاهة على أنها فن وضيع لا يجب أن يقترب من التاريخ الذي ينظر إليه البعض على أنه مقدّس ومنزّه؟ اتباعا لمقولة أرسطو حول الكوميديا بأنها "محاكاة لأشخاص أردياء، أي أقلّ منزلة من المستوى العام، ولا تعني الرّداءة هنا كل نوع من السوء والرذيلة، وإنما تعني نوعا خاصا فقط، وهو الشيء الـمُثير للضحك والذي يُـــــعدّ نوعا من أنواع القبح". مع أن الدراسات الحديثة تؤكد على أن الفكاهة رسالة اجتماعية القصد منها التنفيس والتطهير للنفس من أدران الحياة اليومية وكدرها، وهي في الوقت نفسه أداة تصحيح وإصلاح، بأنها آلية في يد المجتمع يحافظ بها على قيمه ومعاييره وتوازنه.

الكلمات المفتاحية

المسرح الفكاهي؛ حسان الطيرو؛ رويشد؛ الفكاهة؛ السخرية؛ المسرح الجزائري