مجلة علوم وتقنيات النشاط البدني الرياضي
Volume 9, Numéro 2, Pages 202-214
2018-06-14

دراسة مدى استعمال المدرب لأسلوب الإرشاد الديني الخاص بخفض العنف لدى لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم خلال شهر رمضان و بقية أشهر الموسم الرياضي

الكاتب : مهادي عثمان .

الملخص

يمثل العنف في العصر الحديث ظاهرة سلوكية واسعة الانتشار تكاد تشمل العالم بأسره و لم يعد مقتصرا على الأفراد في المجتمع بصفة عامة و لكن أصبح له صورا مختلفة حيث بلغ في العقود الماضية بصورة ملفتة المجال الرياضي و احتل كل الملاعب فأخذ صفة الظاهرة العالمية . ففي الجزائر لا تمر مباراة في البطولة الوطنية لكرة القدم ولا يحدث فيها عنف سواء خارج الملعب أو على المدرجات أو على الميدان بين اللاعبين أو ضد الحكام حتى أصبحت هذه الظاهرة حديث الساعة عند العام و الخاص. وقد وجهت الدولة نداءات رسمية لكل الطاقات الحية في المجتمع للحد من هذه الظاهرة بداية بالفدراليات الرياضية، النوادي الرياضية ، مصالح الأمن، الإعلام، الجامعات، المدارس والمساجد. فالمدربين الذين يعتبرون في قلب هذه الأحداث المؤلمة بشخصياتهم المختلفة وخبرتهم و تكوينهم المتفاوت يسعون بدورهم في تحسين مستوى اللعبة و الفوز بالمباريات و لا يكون ذلك إلا بتحسين أجواء اللعب في عدم التعرض للعنف المعيق للتطبيق الصارم للخطة المقترحة ولتحقيق ذلك يقوم المدرب بتنفيذ الأساليب النفسية اللازمة في تحضيره للاعبين لخوض المنافسة. درسنا في هذا البحث مدى استخدام المدرب لأسلوب الإرشاد الديني المتمثل في آيات و أحاديث و قصص خاصة تنبذ العنف من أجل خفضه لدى اللاعبين خلال الموسم الرياضي الذي يشمل غالبا شهر رمضان و يكون الغرض منها إبراز دور صوم هذا الشهر المقدس في إقبال المدربين مع غياب المحضرين النفسانيين في أغلب الفرق إلى اتخاذ هذا الأسلوب كوسيلة لعلاج هذا السلوك السيئ ليتمكن اللاعبين من السيطرة على الأعصاب و تفادي العقوبات و التحكم في زمام المباريات للفوز ، و حسب François LEFEBVREالذي يعتبر أنه»"يجب الآخذ بعين الاعتبار المسألة الدينية في برنامج العلاج بالرغم من أن ليس لها حيز على المستوى المؤسساتي, و لكن تبقى غالبا مهمة في حياة الذين هم تحت المعالجة و في حياة عائلاتهم و محيطهم « لان لصوم رمضان فوائد كثيرة على الصحة ، نفسيا وبدنيا، كما يرقى بالصائم إلى السمو الروحي ،والصيام قد لا يصح إذا استعمل صاحبه الكلام البذيء أو الاعتداء على الآخرين حسب تعاليم الدين الإسلامي الذي يعتبر جزء أساسي من التراث الثقافي الجزائري. و حسب H. TOUMISHEY :"الاعتقادات الدينية هي بعد من الثقافة . فالثقافة و الدين تحملان عدة نظريات للسببية التي من الضروري استكشافها في عملية التدخل" استعمل الباحث المنهاج الوصفي نظرا للائمته مع طبيعة الإشكالية و تمثلت العينة من مدربي الفرق التي تنشط بطولة القسم الوطني الأول و الثاني لكرة القدم و الذي بلغ عددهم عشرة مدربين و تم استعمال الاستبيان كوسيلة لتقصي المعلومات. و كشفت النتائج أن أغلبية المدربين يروا أن شهر رمضان فترة ملائمة للقيام بالإرشاد الديني للتقليل من العنف حيث يستعملون بدرجة عالية هذا الأسلوب المتضمن آيات و أحاديث و قصص لخفض العنف خلال شهر رمضان و يقل استخدامه تدريجيا بعد انتهاء هذا الشهر كما يرون أن الكف عن العنف واجب ديني حيث أن الأذى بالغير يبطل الصيام.و اللاعبين أكثر استجابة للإرشاد خلال هذا الشهر ما يزيد من رغبة المدرب في استغلال هذا الظرف. نستنتج أن الصيام طيلة اليوم مع الصلاة المفروضة و أداء صلاة التراويح في المسجد و الجلسات العائلية حول مائدة الفطور خلال ثلاثين يوم من شهر رمضان المعظم هي مرحلة تدريبيه هائلة لحسن السلوك و الابتعاد عن كل أشكال العنف. كما أن هذه الأجواء عامل أساسي لتحسين البيئة الاجتماعية التي ستؤثر ايجابيا على الفرد في المجالات التربوية و الأخلاقية . ويضاف إلى ذلك أن دمج الجانب الديني بانتظام في الإعداد النفسي للاعبين هو عامل أساسي في الحد من العنف .

الكلمات المفتاحية

لأسلوب الإرشاد الديني ; العنف ; لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم ; شهر رمضان ; المدرب