مجلة العلوم و التكنولوجية للنشاطات البدنية و الرياضية
Volume 2, Numéro 2, Pages 18-26
1997-12-31

المرأة الرياضية وتأثير تعويض الهرمونات المتوقفة بعد سن اليأس

الكاتب : دحموني السعيد .

الملخص

إن نسبة وفيات الإناث نتيجة للأمراض الوعائية القلبية المنخفضة مقارنة بالذكور قد عرفت منذ قرون، إلا أنه لم تعرف العلاقة الموجودة بين نزع المبايض (oophorectomy) والإصابة بهذه الأمراض إلا في بداية القرن الحالي، ولم تعطى دراسة هذه العلاقة أهميتها إلا في العشريتين الأخيرتين، مما سمح بتسليط الكثير من الأضواء على كيفية تأثير هذه الهرمونات على سريان الدم وتصلب الشرايين. واتضح أن تعويض الهرمونات المبيضية خاصة البروجسترون (Progestrone) والاترادايل (estradiol) التي تتوقف بعد سن اليأس يقي الإناث من الأمراض الوعائية القلبية والوعائية العصبية (cardiovascular and cerebrovascular diseases). وقد وجد أن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث مع بداية سن اليأس نتيجة لتوقف إفراز هذه الهرمونات تؤدي إلى ضعف الحركية الوعائية للدم، ووجد أن تعويض هذه الهرمونات المتوقفة يؤدي إلى إعادة تنظيم عدد من الحالات غير الطبيعية الناتجة عن انخفاض تدفق الدم (إلى بعض الأنسجة) والتي تميز بداية مرحلة سن اليأس: كتوقف الدورة الشهرية والنوبات الحرارية والجفاف المهبلي وغير ذلك، حيث أن توقف الدورة الشهرية يرجع إلى انخفاض تدفق الدم إلى الرحم ونقص تحفيز الأوعية الدموية لعضلة الرحم. أما الحالة الثانية فتعكس العلاقة المتبادلة بين النوبات الحرارية ومستوى كل من الأدرينالين والنورأدرينالين في الدم، وهذا يعني أن انخفاض مستوى هرمون الاسترادايل يؤدي إلى عدم التحكم في إفراز الكاتبكولامينات (catecholamines) من النهايات العصبية. أما الجفاف المهبلي فيرجع إلى انخفاض نسبة تدفق الدم إلى أنسجة المهبل ونقص الإفرازات المهبلية بعد سن اليأس. لذلك فإن المرأة الرياضية تعاني أكثر من هذه التغيرات الفسيولوجية نظرا لاحتياجها الكبير لنسب عالية من الدم أثناء المجهودات البدنية وكذا تطور أجهزتها الوعائية القلبية لمسايرة الاحتياج الزائد، إضافة إلى التركيز الذهني الذي تحتاجه للأداء الحسن، وبهذا فإن لتعويض الهرمونات المبيضية أهمية عظمى للنساء في مرحلة سن اليأس عامة وللرياضيات بصفة خاصة. إن هذه الاستنتاجات في وقتنا الحالي تعتمد على عدد غير كافي من الدراسات، وإن عدد من الأسئلة حول آلية تأثير الهرمونات على الحالات السابقة تبقى دون إجابات واضحة وتتطلب المزيد من الدراسات المخبرية.

الكلمات المفتاحية

المرأة الرياضية - الهرمونات -