مجلة كلية الآداب و العلوم الإنسانية و الإجتماعية
Volume 12, Numéro 23, Pages 53-77
2018-06-01

المثاقفةُ في شعر أبي العَلاء المعرِّي بين داعي التفَاعُلِ والحفاظِِ على الهويَّة الثقافيّة العرَبيَّةِ الإسلاميّة

الكاتب : قرميش علاوة .

الملخص

الملخص: إنَّ المتتبع لإشكالية الثقافة عن كثب،سرعان ما يلاحظ أنَّ ثقافات الشعوب لا تستقر على حال ولا تثبت على وضع،بل تشهد تحولات فعلية،نتاج التطور الحاصل في شتى مناحي الحياة،جراء التفاعل والتلاقح والتأثر والتأثير بين المجتمعات والأمم. وهذا التباين في الثقافات يجعل كل أمة ترغب بشكل أو آخر في استثمار ما لدى الآخر من عطاء وإنتاج ثقافي.يصطلح على هذا النوع من التواصل بين الثقافات بـ "المثاقفة" (acculturation) . ساهمت المؤثرات الأجنبيّة الوافدة على المجتمع العربي،بداية من القرن الثاني للهجرة، وانتشار حركة الترجمة في ظهور مقالات علمية لم تُعهد من قبل ونشأت علوم جديدة بعدما ما ظهر علم الكلام،الذي استقى أفكاره من فلسفة اليونان وما احتوته من المنطق، فأثّرت هذه الفلسفة في الحياة الفكرية العربية، كما أثّرت في اللغة والأدب، فاتسع أفق الكتّاب وخصب خيال الشعراء، فغيرت بذلك نظرتهم إلى الأشياء،وأضحوا يستخدمون أساليب الفلاسفة والمنطقيين في كتاباتهم،نخص بالذكر منهم أبا العلاء المعري. كما تجلى تأثير كثير من الثقافات الأجنبية الأخرى،على غرار الثقافة الفارسية والهندية وغيرهما في الأدب العربي،سواء على المستوى الفكري أو اللغة.وكما أنّ العرب تأثروا بثقافة الآخر في بناء حضارتهم وثقافتهم وأدبهم،كانت لثقافتهم الأثر البالغ على ثقافات الأمم الأخرى،حيث شكّل اتصال العرب بغيرهم من الشعوب ظاهرة حضارية، يصطلح عليها "المثاقفة "،والتي ساهمت في بناء صرح ثقافي عالمي.

الكلمات المفتاحية

الكلمات المفتاحية:المثاقفة ؛الأدب العربي؛التواصل؛التأثر؛التأثير؛التفاعل؛الهويّة.