التعليمية
Volume 8, Numéro 2, Pages 286-298
2018-05-20

تعليمية البلاغة عند عبد الرحمن الأخضري والطاهر بن عاشور - قراءة في المنهج والأهداف -

الكاتب : مداني أحمد .

الملخص

اعتنى علماء بلاد المغرب بما اعتنى به أقرانهم من علماء المشرق بالإنتاج اللغوي والإبداع العلمي في علم البلاغة، فكما نبغ عندهم علماء أسسوا لهذا العلم وطوروا نظرياته وحاولوا تبسيط مسائله العميقة على طالبه، كذلك برز عند المغاربة ثلة من العلماء كان لهم قدم راسخة، وباع طويل في هذا العلم الشريف، وأخص بالذكر أولئك العلماء الذين كتبوا المؤلفات ونظموا الأراجيز في كل فن ، لأجل تبسيط ما كان معقدا من المسائل البلاغية ، وتسهيل ما كان صعبا على معلم هذا الفن أو متعلمه ، ومن هؤلاء الجهابذة الأفذاذ، العالم العلامة والحبر الفهامة سيدي عبد الرحمن الأخضري الذي يعتبر مفخرة الجزائر في ميدان العلوم اللغوية بل مفخرة المغرب العربي كله، ومرجع كله ذلك يعود إلى ذلك النظم الذي وضعه لطلاب علم البلاغة ، والذي وسمه بعنوان " الجوهر المكنون في صدف ثلاثة فنون" ، حيث بسط ما استغلق من مفاهيم بلاغية في كتاب "تلخيص المفتاح" للخطيب القزويني، فرام فيه التسهيل للمبتدئ ، و التبسيط للناشئ ، وممن تمموا هذا المنهج التيسيري واقتفوا هذا الأثر من علماء اللغة في العصر الحديث ، محمد الطاهر بن عاشور في كتابه "موجز البلاغة" ، وهو كتاب تعليمي بالدرجة الأولى، عزم فيه على أن يجعل البلاغة مادة ذلولا، قريبة إلى فهوم الناشئين ، بما عرضه من اقتراحات مبنية على علم واسع وخبرة طويلة. استنادا إلى ما سبق فإن كلا من العالمين المذكورين آنفا ، اعتمد على منهجية تعليمية معينة تيسيرية للمادة العلمية، حيث إنهما قد أشار إلى أدوات إجرائية تنهض بطالب علم البلاغة إلى الوصول إلى ما يصبو إليه ، كما أنهما يمثلان منهجين متميزين، يمثل الأول منهجا تراثيا قديما، ويمثل الثاني منهجا تعليميا حديثا. بناءا على هذا التقديم ، فإنه يمكن أن نطرح الإشكال الآتي ، ماهي تمظهرات منهج تعليم الدرس البلاغي لدى عبد الرحمن الأخضري ومحمد الطاهر بن عاشور؟ وما هي أدواته الإجرائية ؟

الكلمات المفتاحية

تعليمية البلاغة؛البلاغة العربية؛علوم البلاغة؛الجوهر المكنون؛موجز البلاغة؛منهجية تعليم البلاغة؛عبد الرحمان الأخضري؛محمد الطاهر بن عاشور؛تيسير البلاغة؛منهج الحديث في تعليم البلاغة؛المنهج القديم لتدريس البلاغة؛