Al Athar مجلة الأثـــــــــــــــر
Volume 9, Numéro 9, Pages 102-108
2010-05-01

نظريةُ التّعليلِ في النّحو العربي عند ابن جنّي من خلال كتابه "الخصائص"

الكاتب : عواريب سليم .

الملخص

ممّا لامريةَ فيه أنّ التعليل نشأ فتياً مع بداية التقعيد اللغوي، وزامن ظهورُه ظهورَ قواعد اللغة وأحكامها ،وتبرير تلك القواعد في سبيل الوصول إلى هدف اللغة العربية الأسمى، وهو حفظ القرآن الكريم من اللحن ،وتعليم اللغة العربية للأعاجم، وتشير الدراسات اللغوية القديمة منها والحديثة إلى أنّ أوّل عهد للعلل ظهر على يدي ابن أبي إسحاق الحضرمي، ثم الخليل، فقد قيل: إنّ أبا إسحاق الحضرمي « أوّل من بعج النحو ومدّ القياس والعلل»1،كما أنّ الزجاجي الذي ينسب إليه ظهور التعليل يعترف بنفسه بأنّ الخليل-قبله- أشار إلى العلل حينما سُئِلَ«عن العلل التي يعتلّ بها في النحو فقيل له: عن العرب أخذْتها أم اخترعْتها من نفسك ؟فقال: «إنّ العرب نطقت على سجيتها وطباعها .وعرفت مواقع كلامها وقام في عقولها علله،وإن لم ينقل ذلك عنها ،واعتللت أنا بما عندي أنّه علّة لما عللته منه فإن أكن أصبت العلّة فهو الذي التمست.وإن تكن هناك علّة له فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل داراً محكمة البناء ،عجيبة النظام والأقسام، وقد صحت عنده حكمة بانيها ،بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج اللائحة ،فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال:إنّما فعل هذا هكذا لعلة كذا وكذا ولسبب كذا وكذا.سنحت له وخطرت بباله محتملة لذلك ،فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار فعل ذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار ،وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة إلاّ أنّ ذلك مما ذكره هذا الرجل محتمل أن يكون علة لذلك.فإن سنح لغيري علة لما عللته من النحو هي أليق مما ذكرته بالمعلول فليأت بها »2،فمن كلام الخليل هذا نلمس جانباً من التعليل الذي يرجعه ابن أحمد الفراهيدي إلى الذات المميزة ،وإلى النظرة الخاصة.

الكلمات المفتاحية

*****