Al Athar مجلة الأثـــــــــــــــر
Volume 10, Numéro 12, Pages 61-76
2011-09-30

رهاصات التداولية في التراث اللغوي العربي

الكاتب : زرال صلاح الدين .

الملخص

إن الحديث عن اللسانيات التداولية ومضامينها وأدواتها يستلزم منا بداهـة أن نقف عند قصية جوهرية نبها لها الكثير من الباحثين وهي التفرقة اللازمة بين البنيـة والاستعمال وهي تفرقة منهجية بالدرجة الأولى ، يقول الباحث عبد الرحمن الحـاج صالح ": إنّما يفسر اختيار لفظ معينٍ في تأدية غرضٍ معينٍ في حال خطابٍ معينـة وليس المعنى وحده – حتّى في هذه الصورة – يفسر وجود لفظين معين. فمـا هـو راجع إلى اللّفظ له قوانينه الخاصة به غير قوانين استعمال اللّفـظ . فدراسـة هـذا الجانب الاستعمالي للّغة هو الذي يسميه الأوروبيون الآن براغماتيك pragmatique . وأصبح الآن الكثير من اللّسانيين الغربيين ومقلّـديهم مـن العـرب لا يعرفـون إلاّ البراغماتيك بل حصروا كلّ اللّسانيات في هذا الجانب الاستعمالي مقتنعين في ذلك بأن بنية اللّغة تفسرها المعاني المقصودة في الخطاب وهذا خلط فظيع بين ما هو لفظٌ لـه بنية قائمة بذاتها كما قلنا وبين اختيار هذا اللّفظ في حالٍ خطابية معينة .والسبب يكمن في وقوع نوعٍ من الكلل إزاء البحوث الصورية في ذاتها والنّفور من دراستها علـى حدة أي بعيداً عن كيفية استعمال النّاطقين بها. وأكثر اللّغـويين الغـربيين المحـدثين مولعون بالبراغماتيك، أي دراسة استعمال اللّغة، وقوانين استعمال اللّغـة اجتماعيـة أصالة وللبنى اللّغوية جانب آخر غير اجتماعيٍ وهو ميدان صوري، وهذا مع الأسف لم ينتبه إليه الكثير من النّاس وفيما يخص النّحو في حد ذاته فيقولون بأن البنية قُتلـت )1 )بحثاً في اللّسانيات الحديثة... ".

الكلمات المفتاحية

*****