مجلة كلية الآداب واللغات
Volume 1, Numéro 1, Pages 91-110
2015-06-14

الخطاب والنقد الثقافي: مقاربة ثقافية لرواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي

الكاتب : عابد لزرق .

الملخص

ملخص: تسعى هذه الورقة إلى الكشف عن بعض المفاهيم المتعلقة بحقل النقد الثقافي ومجال اشتغاله، وذلك من خلال: أوّلا: محاولة تحديد مفهومه والتمييز بينه وبين مصطلح "نقد الثقافة" الذي يحيل إلى الكثير ممّا قدّمه النقّاد والمفكّرون العرب في مجال دراسة الثقافة العربية وتقويمها، فالنقد الثقافي بالمعنى ما بعد البنيوي الذي دعا إليه أبرز مؤسسيه الأمريكي "فنسنت ليتش" Vincent Leitch مشروع جديد في الخطاب النقدي العربي المعاصر مهمّته القيام بدور مفقود في ميادين ومناهج البحث المعاصر للخروج من نفق الشكلانية الذي أسّسه النقد الأدبي، وهمُّه الحفر عن مضمرات الخطاب التي ساهمت الثقافة في غرسها بالتوجّه إلى نقد الأنساق والغوص في غياهب النصوص بحثا عن دلالاتها المضمرة التي تتشكّل تدريجيا وبخفاء حتّى تصبح أنساقا ثقافية يرضخ لها الخطاب وتوجّه أفعاله التحكّمية في المتلقّين. ثانيا: إبراز جهود الناقد السعودي "عبد الله الغذّامي" صاحب المحاولة الجادّة التي انبنت عليها معظم الأطروحات العربية الساعية بعده إلى الكشف عن مشكلات الثقافة العربية النسقية عبر آليات النقد الثقافي. ثالثا: توضيح النقلة المنهجية والاصطلاحية التي أحدثها النقد الثقافي عبر استحداث آليات إجرائية وأدوات قرائية انبنت على تقابل بين ما يقدّمه هذا الأخير وبين ما قدّمته الدراسات الأدبية من خلال توظيف الأداة النقدية الأدبية / الجمالية لتكون أداة للتأويل الثقافي. رابعا: الكشف عن أبعاد النقد الثقافي وما يريد الوصول كي يصبح منهجا عامّا لتحليل الخطاب على اختلاف أنماطه عكس النقد الأدبي الذي تقتصر دراسته على الأدب فحسب، فكشف المضمر في الخطاب ورفع الغطاء عن الأنساق هو همّ القراءة الثقافية في أي خطاب كان (أدبي، فكري، سياسي، ديني، تاريخي، أو إعلامي...إلخ). خامسا: التركيز على الخطاب الأدبي وبالأخص الخطاب السردي الذي لم ينل حقّه من القراءة الثقافية مقارنة بالخطاب الشعري من خلال نموذج تطبيقي مختار بعناية لما يستجيب له من شروط القراءة الثقافية، حيث نتناول بالقراءة مدونة "ذاكرة الجسد" لأيقونة الكتابة الروائية النسوية الجزائرية "أحلام مستغانمي" وذلك عبر عناصر منها: - نسق الفحولة (تفحيل المؤنّث) - تحركات النسق: 1- أنساقية العنوان 2- الحوار (البطل / البطلة) - تأنيث الرواية وأخيرا خاتمة تشتمل على حوصلة ونتيجة لما توصلت إليه هذه الدراسة، وعلى دعوة إلى توظيف النقد الثقافي كأداة للقراءة والتأويل جنبا إلى جنب مع النقد الأدبي دون إلغاءه أو إهماله، لأنّ الدعوة إلى ذلك دعوة متسرّعة تعني إلغاء منهج تغلغل في ذهنية القوم وله مزايا شتى خدمت النص الأدبي وما زالت.

الكلمات المفتاحية

مقاربة-الثقافية- الرواية-مستغانمي