مجلة الحضارة الإسلامية
Volume 19, Numéro 1, Pages 419-448
2018-04-27

إشكاليَّةُ وِلايةِ العهدِ خلالَ عهدِ الخليفةِ العبّاسيِّ محمَّدٍ المَهديِّ (158-169هـ/775-785م) - دراسةٌ تحليليَّةٌ نقديَّة -

الكاتب : دكتور عامر أحمد القبج .

الملخص

تهدفُ الدِّراسةُ إِلى تَسليطِ الضَّوْءِ على الواقعِ التَّاريخيِّ لأَزَمةِ ولايةِ العهدِ وإِشكاليَّتِها، والَّتي بدأَت منذُ مطلَعِ العصرِ العبَّاسيِّ؛ وتواصَلَتْ خِلالَ سنواتِ حكمِ الخليفةِ محمَّدٍ المهديِّ (158-169هـ/775-785م)، فمثَّلَ عهدُهُ نموذَجاً لحالةٍ عامَّةٍ عاشتْها الدَّولةُ العبَّاسيَّةُ خلالَ العديدِ مِن مراحلِ تاريخِها، ولعلَّ مِن أَهمِّ أَسبابِ ظُهورِ هذهِ الإِشكاليَّةِ؛ نمطُ الحكمِ الوِراثيِّ الفرديِّ العبَّاسيِّ، فضلاً عن أَنَّ اختيارَ وليِّ العهدِ لم يكُنْ يستندُ إلى أُسُسٍ واضحةٍ؛ ممّا فَتَحَ البابَ على مِصراعيْهِ لظهورِ حالاتٍ متكرِّرةٍ من النقْضِ للعُهودِ الَّتي قُطِعت لصالحِ وليِّ العهد هذا أَو ذاك، فتفجَّرت النِّزاعاتُ الدَّاخليَّةُ بينَ أَبناءِ الأُسرةِ العبّاسيَّةِ، ولم تتَّفق السِّياسةُ العبَّاسيَّةُ تجاهَ خِطِّةِ ولايةِ العهدِ في مُعظَمِ الأَحيانِ معَ التَّشريعاتِ الدِّينيَّةِ والقِيَم الأَخلاقيَّةِ الإِسلاميَّةِ السَّمْحةِ؛ إذْ لم يتورَّع الخليفةُ محمَّدٌ المهديُّ - سيْراً على سُنَّةِ أَبيهِ المنصورِ - عن مُمارسةِ سياسةِ الإِكراهِ والتَّضييقِ والحبْسِ بغَيْرِ حَقٍّ تجاهَ مُعارِضيهِ، مُخالفاً بذلكَ الأَحكامَ الفقهيَّةَ، ثم راحَ هو نفسُهُ ضحيةً لسياستِهِ تلك. ومن أَهدافِ الدِّراسةِ أَيضاً؛ الوقوفُ على مدى مشروعيَّةِ النَّهجِ العبَّاسيِّ حيالَ هذه الخِطَّةِ، وعلى الآثارِ الَّتي ترتَّبت على الأَزَماتِ النَّاجمةِ عنها، ما أَسهَمَ في إِضعافِ بُنيتِها الدّاخليَّةِ معَ مرورِ الزَّمن.

الكلمات المفتاحية

ولاية العهد؛ محمَّدُ المهدي؛ موسى الهادي؛ عيسى بنُ موسى؛ إِكراه؛ خَلْع.