المعيار
Volume 6, Numéro 1, Pages 110-116
2015-06-30

مبادئ التلقي لدى فولفغانغ إيزر

الكاتب : خراجي سعاد .

الملخص

كانت إجراءات القراءة وأهمية دور القارئ في تفاعله مع النص أكثر ما أثار اهتمام فولفغانغ إيزر (Wolfgang-Isère)، حيث كان السؤال الذي ألحّ عليه هو: كيف يكون للنص معنى بالنسبة للقارئ؟ كما انه عرف بمسألة القارئ الضمني (Lecteur-implicil) الذي يقول انه موجود قبل بناء المعنى الضمني في النص، والذي أراد من خلاله إلقاء الضوء على وجود القارئ دون الحاجة للتعامل مع القراء الآخرين، وإلى جانب القارئ الضمني والدعوة إلى التفاعل بين النص والقارئ تميز إيزر بفكرة الفراغات الموجودة في النص وضرورة استكمالها لتحقيق الجمالية، حيث «شغلت بنية الفراغ موضعا رئيسيا في تفكير إيزر ....وقد عرّفت هذه البنية كما عرّف الإبهام عند إنجاردن، بأنها المنطقة المشاع للإبهام»(1) أي أنها منطقة النقص والغموض في أي عمل إبداعي. إن استجابة القارئ من أهم الأمور التي اشتغل عليها إيزر في نظرية التلقي، حيث كان السؤال المهم هو: ما ذا يحدث فعلا بين النص والقارئ ؟ وبما أن المعنى يخفى داخل النص نفسه ممّا يحدث فراغا فيه كان لزاما علينا محاولة ملئ فجوات اللاّتحديد وهو عمل متعلق بالقارئ الذي يثبت حقيقة النص من خلال مشاركته واستجابته، حيث تساعده هذه الفجوات في بناء جسوره الخاصة رابطا بين المظاهر المختلفة للموضوع التي انكشفت له. ولأن المعنى هو الذي يمنح النص قيمته فإن إيزر يؤكد على دور المتلقي المتميز في عملية القراءة وقيمته التي لا غنى عناه في عملية الإيصال «لأن النص المبدئي في ذاته والذي لم تمسسه يد القارئ لا يدخل مجال البحث»(2) إذ أن المعنى يتشكل أثناء إلتقاء النص بالقارئ، ويقوم على التناغم بينهما، ولكي يحدث هذا التناغم لابدّ للعمل الأدبي الناجح أن لا يكون واضحا كل الوضوح في طريقة عرضه لعناصره، لأنه في هذه الحالة يفقد القارئ اهتمامه بعد أن يشعر برغبة المؤلف في تحويله إلى شخص سلبي يجد كل ما يبحث عنه جاهزا بعد قراءة النص، فالأدب يصبح فارغا إذا نحن اقتصرنا على كل ما هو مألوف، والقارئ الجيّد هو الذي يبحث عن الجديد واللامألوف هروبا من الملل والشعور بالسلبية. وعلى هذا الأساس يقوم إيزر ببناء استراتيجيته في التحليل، وهي تقوم على ثلاثة أسس: ‌أ- النص بوصفه موضوعا موجودا بالقوة، يسمح بإنتاج المعنى عندما يقوم القارئ بتجسيده وملء فجواته. ‌ب- فحص الشروط التي تسمح بقيام التفاعل بين النص والقارئ وتحكمه. ‌ج- فحص عملية معالجة النص في القراءة، حيث تبرز أهمية الصور العقلية التي تتشكل أثناء محاولة تشكيل موضوع جمالي. ولكي يشرح هذه الإستراتيجية كان لابدّ عليه أن يشرح بعض المفاهيم أهمّها: الفراغات، القارئ الضمني ووجهة النظر الجوّالة.

الكلمات المفتاحية

القارئ، فولفغانغ إيزر، الجمالية، التلقي.