مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 5, Numéro 6, Pages 271-288
2009-01-01

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في لجزائر أفاق وقيود

الكاتب : عيسى أيت عيسى .

الملخص

‏ لقد تعثرت الدول النامية التي ركزت في إستراتجيتها التنموية على اعتماد مؤسسات ‏ضخمة، دون آن تهيأ الظروف المناسبة لتسييرها، وقد ساهم كبر حجمها فى تعقيد الأمور في ‏ظل انعدام الكفاءات والإمكانيات مما صعب عملية الرقابة بها، فكانت بذلك بعيدة كل ‏البعد عن تحقيق المردودية وخاصة المؤسسات العمومية منها التي كانت تنعت بالإهمال ‏والتسيب، فلم تصمد بذلك لتلبية هدفها الاجتماعي المتمثل في تشغيل ألاف العمال.‏ ‏ الجزائر من بين هذه الدول التي عرفت مؤسساتها ولازالت تعرف تغيرات جذرية، بسبب ‏فشل السياسة السابقة التي انتهت بتصفية العديد من المؤسسات وما انجر عن ذلك من ‏انعكاسات على المجتمع بسبسب عمليات التسريح الجماعي، فكان لابد من إعادة النظر في ‏السياسة السابقة، والبحث عن السبل الكفيلة بتحقيق التنمية الاقتصادية والقضاء على شبح ‏البطالة.‏ ‏ فإضافة إلى ما عرفته المؤسسات الضخمة من عمليات الهيكلة التي سمحت بتفتيتها إلى ‏مؤسسات اصغر حجما، نجد أن الجزائر اعتمدت العديد من الأجهزة التي من شأنها إعادة ‏إدماج العمال المسرحين، عن طريق خلق مؤسسات صغيرة ومتوسطة تمول عن طريق القروض ‏البنكية. إضافة إلى العديد من التحفيزات التي تساهم في تنمية هذا النوع من المؤسسات التي ‏أثبتت نجاعتها فى العديد من الدول فيما يخص امتصاص البطالة وقدرتها على التكيف مع ‏التغيرات، وسهولة إنشائها وصغر حجم رأسمالها.‏ ‏ ولقد ساهم في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العديد من الهيئات كالوكالة الوطنية ‏لتشغيل الشباب، والصندوق الوطني للتامين عن البطالة إضافة إلى العديد من الأجهزة ‏المدعمة لها.‏ ‏ ظهرت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر وتنامت أكثر في الفترة التي عرفت فيها ‏الدولة انفتاح اقتصادي، حيث أصبح ينظر إلى هذا النوع من المؤسسات كوسيلة لمكافحة ‏الفقر، وامتصاص البطالة بشكل خاص والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على ‏وجه عام. غير أن الأفراد الذين يسعون إلى خلق هذه المؤسسات هم من ذوي الدخل ‏الضعيف ولا يملكون ضمانات عينية تسمح بالاستفادة من الإقراض البنكي، وغالباً نجد أن ‏المستثمرين الجدد لا يتمتعون بالتجربة الكافية والخبرة التي تمكّن من إنجاح مشروعاتهم. وفي ‏ظل هذه المؤشرات البنوك تتجنب المخاطرة في عملية تمويلها. مما يحد من إنشائها ويعرقل ‏توسع بعضها الأخر. ‏ ‏ ومن دون ذلك فان هذه المؤسسات اعترضها منذ البداية العديد من العراقيل وخاصة ‏من طرف البنوك التي تتماطل في تقديم القروض في ظل انعدام ضمانات عينية، ونظراً لأهمية ‏هذه المؤسسات في بعث التنمية المحلية فإن الحكومة لجأت إلى خلق آليات جديدة تحث ‏البنوك على تقديم القروض وذلك عن طريق إنشاء صناديق وطنية لضمان مخاطر القروض. ‏ولا شك أن هذه الصناديق سيكون لها دور أكثر أهمية، إذ أن البنوك من المرتقب أن تضيّق ‏الخناق أكثر في عملية الإقراض غير المضمونة وهذا مع زحف الأزمة المالية العالمية.‏

الكلمات المفتاحية

المؤسسة الصغيرة والمتوسطة