مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 1, Numéro 1, Pages 179-212
2004-06-01

سياسات التحرير و الاصلاح الاقتصادي ‏ في الجزائر

الكاتب : علي بطاهر .

الملخص

‏ عانى الاقتصاد الجزائري في السنوات الاخيرة من عقد الثمانينات من العديد من ‏المشاكل الاقتصادية التي وقفت أمام تقدمه في مجال التنمية الاقتصادية، ولعل أهم ‏هذه المشاكل معدلات النمو المنخفضة وزيادة حدة التضخم وارتفاع حجم البطالة ‏ونقص العملات الاجنبية بسبب تدهور أسعار المحروقات بالاضافة إلى ارتفاع ‏معدلات خدمة الدين وماتشكله من ضغوط تعوق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ‏مما يؤدي إلى زيـادة الاعتمـاد على الخـارج للـحصول على ‏ ــــــــــــــ ‏* ماجيستير علوم إقتصادية بدرجة أستاذ مساعد مكلف بالدروس بجامعة الشلف.‏ الاحتياجات الاساسية من السلع والخدمات وبالتالي زيادة التبعية للعالم الخارجي وكل هذه الصعوبات دفعت بالدولة الجزائرية الى وضع استرتيجية شاملة للاصلاح ‏الاقتصادي تهدف إلى تصحيح الاختلالات السعرية وإعادة توجيه الاقتصاد الوطني ‏لقوى السوق وسياسات التحرير.‏ ‏ ولقد بدأت السلطات العمومية منذ بداية التسعينيات بتطبيق هذه ‏الاصلاحات على نطاق واسع. مما يعتبر تراجعا عن السياسات الاقتصادية التي ‏كانت سائدة لمدة ثلاث عقود والتي ركزت على أهمية القطاع العام في عملية التنمية ‏واتباع سياسة حمائية موجهة للداخل بالاضافة إلى سياسة الدعم الواسع، الامر الذي ‏نتج عنه في النهاية اختلالات اقتصادية كبيرة.‏ ‏ وعقب ذلك اتخذت الحكومة عدة قرارات هامة لتخفيض عجز الميزانية ‏وامتلاك درجة أكبر من التحكم في السياسة المالية إذ قامت بتحرير أسعار الفائدة ‏واصلاح النظام المصرفي مع القيام بانشاء نظام جديد لسعر الصرف حيث أصبح ‏تحديده يخضع لقوى السوق. وفي نفس المجال قامت السلطات العمومية بإصدار ‏القانون اللازم لاخضاع شركات القطاع العام لقوى السوق وظروف المنافسة وبما ‏يسمح ببيع بعض وحداته للقطاع الخاص. هذا، ويعتبر تحريرالاسعار والتجارة ‏الخارجية فضلا عن تسهيل موافقات الاستثمار من الموضوعات التي تم ومازال يتم ‏تدعيمها بشكل كبير حتى الآن.‏ ‏ وفي إطار الاصلاحات التزمت الدولة بالتكفل بالانعكاسات الاجتماعية التي ‏كان متوقعا الا تخلو منها مثل هذه التعديلات خاصة على فئات الدخل المحدود.‏ ‏ وبناءا على ذلك، حصلت الجزائر على الدعم الدولي لسياساتها الاصلاحية ‏من خلال موافقة كل من صنـدوق النقد الدولي والبنك الـدولي على إبـرام مجموعة من ‏الاتفاقيات مع الجزائر كمقدمة لعقد اتفاقيات مكملة لها تتعلق بإعادة هيكلة جزء ‏من الديون في السابق ثم إعادة جدولتها إعتبارا من 1994.ويبقى أن نعرف اذا ‏استطاعت هذه التدابير المتخذة من دعم الاقلاع الاقتصادي المنشود.‏

الكلمات المفتاحية

التنمية الاقتصادية الاصلاحات ‏ النظام المصرفي ‏ السياسات الاقتصادية ‏