المعيار
Volume 8, Numéro 1, Pages 245-253
2017-06-30

ظاهرة الدروس الخصوصية في الجزائر- عودة إلى جذور الأزمة-

الكاتب : كرايس الجيلالي . بلغازي محمد .

الملخص

إن أي قطاع ورثته الجزائر عن الاستعمار، هو قطاع غير مستقر، وغير مكيف لخدمة مشروع الدولة الناشئة فيما بعد الاستقلال. إذ أن تلك القطاعات والتي أوجدت في المرحلة الاستعمارية، إنما أوجدت لخدمة المشروع الاستعماري، لأنها لا تتوفر فيها خاصية الاستقلالية، بل هي تابع للمركز وتخدم أطروحاته الفكرية، وتعتبر مكملة له. وهي قطاعات تحمل مسببات الأزمة داخلها، كما أنها غير مهيأة لتبني عليها الدولة المستقلة خياراتها الخاصة بها. هذه التبعية التي لم تسلم منها المدرسة الجزائرية، والتي اضطرت فيها الدولة الوطنية بعد الاستقلال، إلى الجمع بين نوعين من النظام التعليمي. الأول رسمي ونظامي، تمثله فئة متشبعة بالثقافة الفرنسية. ونظام آخر غير رسمي بعيد عن الحداثة نوعا ما، ومتشبع بثقافة إسلامية عربية، ومعادي للنظام الأول من حيث الغايات والأهداف، والبنية الثقافية. هذا التمايز والاختلاف سينعكس بدوره على ملامح مدرسة ما بعد الاستقلال، وسيجعلها تعيش حالة من الاضطراب. أي أنها ستتحول إلى بيئة غير مشجعة على التحصيل العلمي، والأكاديمي، بل ستكون مدرسة مرتهنة بالصراعات السياسية، وهذا ما سيجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات. إذ لا يمكن الحديث عن مدرسة لها مشروع واضح. إلا بعد الوصول إلى خيارات مشتركة، تتجاوز حالة الصراع إلى حالة التوافق والاتفاق بين مختلف مكونتها. لكن استمرار تلك الحالة، وعدم وجود إرادة سياسية قادرة على الفصل في خيارات المدرسة، واتخاذ قرارات جريئة، تكون الغاية من ورائها إنشاء مدرسة محايدة وبعيدة عن حالة التجاذب الإيديولوجي. جعل هذه المدرسة تعيش حالة من الفوضى والارتجالية على مستوى اتخاذ القرارات. وأدى إلى تراكم مجموعة من المشاكل التي أثرت على سمعتها، وساهمت في ظهور عدة مخاطر تحيط بالعملية التعليمية. كتراجع المستوى العلمي، والتسرب المدرسي، وتنامي ظاهرة العنف. بالإضافة إلى بروز ظاهرة الدروس الخصوصية، بشكل مرضي. إذ لم تتوقف عند حد الدعم والمرافقة. بل أصبحت تطرح نفسها كبديل للمدرسة الرسمية وتنافسها في أداء مهما داخل المجتمع. هل يمكن القول إن حالة عدم الاستقرار داخل المدرسة الرسمية في الجزائر. أدى إلى ظهور الدروس الخصوصية، كبديل أكثر نجاعة، وأكثر علمية؟

الكلمات المفتاحية

الدروس الخصوصية- صراع النخب- الإصلاح - النظام التربوي -