المجلة الجزائرية التربية والصحة النفسية
Volume 5, Numéro 1, Pages 51-63
2011-12-07

المميزات النفسية الاجتماعية للحيات العصرية.

الكاتب : حسين حماش .

الملخص

تهدف الحياة الاجتماعية العصرية التي بدأت تفرض نفسها في كثير من المجتمعات النامية إلى محاولة ترسيخ من مجموعة من الأفكار والقيم والمعايير والأنماط المعيشية التي لم تكن تعرف من قبل في مثل هذه المجتمعات. وبما أن المجتمع الجزائري هو واحد من هذه المجتمعات، فقد خضع هو أيضا لمثل هذه المفاهيم الداعية إلى التغيير قصد التجديد والعصرنة في شتى ميادين الحياة سواء كانت تربوية أو ثقافية اجتماعية. وكان لهذا التغيير المراد استحداثه وسائل وأساليب معينة تساعد على الوصول إلى عقول وأذهان الجماهير خاصة الشبانية منها. من بين هذه الوسائل والطرق هناك السياسات التنموية المتعاقبة والمواثيق الرسمية والحملات الإعلامية الوطنية وغير الوطنية التي ما فتئت تحت الأفراد والجماعات على وجوب التحكم في شروط التنمية والتقدم من أجل حياة أفضل. وفي هذا السياق " تتفق أغلب النصوص الإيديولوجية، على أن أهداف التنمية في الجزائر، تتمحور حول مهمة تكوين مجتمع جديد، تتمكن فيه العائلة الجزائرية الجديدة من وضع حد لما كانت تعانيه من تخلف وحرمان " (بلقاسم بن مشيش، 1992 : 32) وحتى يتحقق هذا الهدف كان ينبغي على المجتمع بصفة عامة إتباع نظام تنموي اقتصادي واجتماعي حديث يسهل عملية التغيير ويسير الانتقال من وضعية التخلف إلى وضعية التحضر. وعلى هذا الأساس جاء هذا المقال لتقديم بعض المميزات النفسية الاجتماعية للحياة العصرية في إطار من التوضيح والتفسير. بات من الضروري بمكان أن يستعد المجتمع الجزائري للتأقلم الإيجابي مع كل ما هو عصري وحضاري قصد تعميم المصلحة والمنفعة المفيدتين لكل أفراده في كل مناحي الحياة وجوانبها. وعلى هذا الأساس " فإن مجموعة القيم والمواقف والنظم الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية وسائر التنظيمات القائمة في المجتمع يجب أن تتجاوب تجاوبا عميقا مع تلك القيم والمواقف والتنظيمات الجديدة التي يتضمنها نوع التغيير الجديد ونوع الاقتصاد الجديد " (محي الدين صابر، دون تاريخ، 307) بالإضافة إلى سواد مجموعة من القيم الخاصة العبرة عن العقلية العصرية التحضرية كحب العمل والاهتمام البالغ بالمكاسب المادية وما يترتب على ذلك من سلوكات المحافظة على الأوقات وضبط المواعيد والتحلي بالكفاءات المهنية والإدارية والاتصاف بالمقدرة النظامية والتنظيمية في مختلف المجالات ولا سيما مجالي العمل والإنتاج. وفي هذا الإطار –معايير ومقاييس تقدم المجتمعات- وضع "موريس جينزبرج" ثلاثة اتجاهات رئيسية للتقدم وهي : -الميل للعالمية أو النظرة الواسعة الشاملة التي ترتفع عن النظرة القبلية. -يكون الاتجاه إلى الفضيلة لذاتها لا من أجل أسباب تحفظية أو نفعية وهذه النظرة وسعت من أفق الخلق واتخذت قاعدة لنمو المسؤولية الفردية بدلا من المسؤولية الجماعية. -يتجه الحكم الأخلاقي إلى الترشيد والنظرة العقلية المحايدة أي تحرير الأحكام من رواسب الانفعالات الجزائرية ومن الميل العاطفي والهوى. (إميل توفيق، 1971 :53). من خلال المبادئ الأخيرة هذه يمكن القول إذن، أن كل مجتمع يريد التقدم والتحضر يجب أن تطرأ فيه تغيرات وتحولات أساسية على جميع الأصعدة لا سيما على الصعيدين الاجتماعي والفكري، ومن جهة أخرى وجوب القضاء على كل المظاهر والمفاهيم والمعتقدات ذات المضامين الدالة على الجمود والتخلف والمؤدية بالأذهان والعقول إلى الانغلاقية والتحجر،والشيء الجدير بالإشارة في هذا المقام هو وجود الكثير من الخصائص والمميزات التي قد تجعل من المجتمع المتخلف مجتمعا حضريا تسوده حياة عصرية مليئة بمظاهر التقدم والحداثة. ومن هذه القيم والمميزات –على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر- يمكن ذكر خاصة العقلانية والتمسك الصادق بالديمقراطية والمساح بالتفتح والتحرر وتدعيم الاستقلالية الذاتية والحث على اتخاذ المبادرة في هذه الحياة.

الكلمات المفتاحية

المميزات;العصرية