المعيار
Volume 4, Numéro 7, Pages 49-55
2013-06-30

أثر المسرح في تكوين شخصية المتعلم

الكاتب : عبد العزيز بوشلالق .

الملخص

إن الحديث عن أثر المسرح في تكوين شخصية المتعلم يتطلب الغوص في كل ما يحيط بالشخصية من عوامل التشكل وبما يحيط بالمسرح مما رسم له من أهداف لذا كانت الفكرة الجامعة بينهما تتلخص في الجانب التربوي وفي الجانب الفني الإمتاعي. يتضح جليّا في علاقة شخصيّة المتعلم بالمسرح التقبّل الحاصل بين الفرد والمجموعة التي ينتمي إليها بحكم العلاقات التي أنشأها؛ وهنا يتدخّل التوجيهُ الإيجابي، أو ما يُعرَف بطرق التسيير من قِبَل المعلم الذي يتقن آليات أداء الدّور المسرحي وأثره على شخصيّة المتعلم حتى يسيرها نحو الأفضل، لأنّه "من الضروري أن يتقبّل المعرفة خارج دائرة الإمتاع أو العكس بغضِّ النّظر عن مدى انجذابِه، ويُعتبَر تقبُّلُ الفكرة ركنا أساسيّا في التفاعل الحاصل بين الشخصية والمسرح فيما يقوم به المعلم ويدعو إليه المنهج، حتى يكون إيجابيّا ولا يترك الأمرَ برمّته على أساس الانجذاب، أو التقبّل. من هذا المنطلق يظهر تأثير المسرح على شخصية المتعلم المتمثل في التقارب الجسمي والنّفسي من الغير، وذلك بتشكيل مجتمعات صغيرة يتفاعل معها، وأن يكون متصلا بها اتصالا مباشرا تأثيرا وتأثرا، محققا بذلك شيئين هامّين في أداء الأدوار نتيجة التفاعل والتعاون؛ هذه العناصر الأساسيّة يتطلبها العمل المسرحي سواء أكان ذلك من خلال فاعليّة المتعلم على خشبة المسرح، أم مؤدّيا الدّور أم ممثلا أم ضمن مجموعة الجمهور في تفاعله مع الحدث المسرحي، وماله من تأثيرات على تكوين شخصيّته. وما دام الأمر يختص بمختلف المراحل الدراسيّة، فإنّ الوظائفَ العمليّة تتجه نحو الإبداع، واحتواء الأفكار، والتوجّه النّابع من التنشئة، أو عمليّة التعلم في بناء الشخصيّة وتوجّهاتها التربويّة المختلفة. وهي بمثابة خبرة فنية لها أهمية كبيرة فيما تتوافر عليه من جانب جمالي يرهف العمل الأدبي ويجعله منتميا إلى الفن لأنه يحمل جوهره في ذاته وهو الجمال، وبانتقاله إلى الاستعمال يشكل تقنية يوظفها الأديب لتتجسد في عمل أدبي تنال منه النفس قسطا من الانفعال والتأثر، ويعبّر عنها فيما تقوم به من حركة وانفعال ويرتبط ارتباطا وثيقا بأداءات المسرح فيما يقوم به من عملية إبداع لها صلتها بين الممثل والمشاهد في مختلف ما يفهمه المتلقي ويصدقه ويتفاعل معه ويتأثر به وصولا إلى تربية ذوقه.

الكلمات المفتاحية

المسرح، تكوين شخصية المتعلم، التقارب الجسمي والنفسي