التدوين
Volume 10, Numéro 1, Pages 24-29
2018-01-30

النمذجة في العلوم الاجتماعية، من المفهوم إلى المؤشرات

الكاتب : فكروني زاوي .

الملخص

ينقسم الحديث عن العلوم إلى مستويين. أولهما مستوى الموضوع، وثانيهما مستوى المنهج، فبينما يتحدد المستوى الأول بالإجابة عن مسألة ماذا ندرس؟ يتحدد المستوى الثاني بالإجابة عن مسألة كيف ندرس؟ و على هذا تتعدد الرؤى و المرجعيات بتعدد التصورات المتعلقة بالموضوع، و بتعدد القواعد و التقنيات المتعلقة بالمنهج. وهكذا فالعلوم محكومة بمنطق الثنائيات. و لمجرد ممارسة الروابط بين طرفي كل ثنائية، تتعدد احتمالات الممارسة المعرفية و طبيعة نتائجها. لكن هذه الثنائيات تحتل موقعا تمييزيا بالنسبة للعلوم الاجتماعية و الإنسانية، فهي تثير العديد من النقاط الغامضة، لاسيما ما تعلق بالمنهج و الإجراءات المنهجية المصاحبة لإنتاج المعرفة العلمية في هاته العلوم. ذلك أن بنية المعرفة الاجتماعية و الإنسانية تتمثل بكاملها، في عملية التجريد التي تقوم بها الذات العارفة، و حينئذ تكون المعرفة المنتجة عبارة عن تجريد الماهية عن الموضوع الواقعي، تلك الماهية التي يكون تملك الذات لها معرفة. بعبارة أخرى تنطلق العلوم الاجتماعية من مبدأ أن معرفة الموضوع الواقعي يعتبر جزءا واقعيا من ذلك الموضوع الذي يلزم على الباحث معرفته. في هذا الإطار الإشكالي يندرج موضوع المقال الذي نحاول من خلاله تبيان المجهودات التي بدلها المشتغلين بالعلوم الاجتماعية و الإنسانية عموما و علم الاجتماع خصوصا في سبيل تخطي عقبة التجريد و إضفاء على الفعل العلمي لتلك العلوم نوعا من المصداقية و الموضوعية في إنتاج معارفهم و كيفية استخدام هذه المعارف في إنتاج معارف أخرى. و ذلك بالتطرق إلى ما يسمى في علم المناهج بالنمذجة. و كذا عرض الخطوات المنهجية و التقنية من أجل تخطي عقبة التجريد الذاتي للموضوع محل البحث.

الكلمات المفتاحية

العلم ، النمذجة ، العلوم الاجتماعية ، المفهوم ، المؤشرات