دراسات وأبحاث
Volume 1, Numéro 1, Pages 390-407
2009-09-15

ضرورة تجريم الاعتداء على البريد الإلكتروني

الكاتب : عبد الحليم بن مشري .

الملخص

إن التطور الهائل في الحياة السيبيرية قابله أيضا تطور تقنيات عدد كبير من الجرائم التقليدية، حيث أصبحت ترتكب بشكل أسهل وبأقل جهد، ناهيك عن ظهور جرائم جديدة مرتبطة أساسا بهذا الفضاء الافتراضي، حيث أن الإحصائيات تشير إلى أرقام مخيفة(1)، وتكمن خطورة هذه الجرائم بداية في مرتكبيها الذين يتسمون بالذكاء، حيث أنهم يستعملون وسائل التدمير الناعمة كالفيروسات والقنابل المنطقية، ولا يلجؤون إلى العنف كما هو الحال في الإجرام التقليدي(2)، فهذا المجرم يكون في العادة خبيرا في أنظمة المعالجة المعلوماتية الأمر الذي يصعب من إمكانية تعقبه. كما أن الجرائم المعلوماتية التي تنصب بالأساس على البيانات ذات الطبيعة غير المادية تطرح العديد من المشاكل على المستوى العملي من حيث إثباتها وتعقب مرتكبيها، خاصة وأن الأدلة في هذا المجال سهلة المحو والإخفاء في زمن قصير جدا، كما أن المجرم يرتكب أفعاله عن بعد عبر الشبكة ولا يحتاج إلى التنقل إلى مسرح الجريمة(3). وما يزيد في صعوبة مكافحة هذه الجرائم هو عدم التبليغ عن وقوعها، والسبب في ذلك يرجع إلى عدم اكتشافها أو عدم العلم بوقوعها أصلا، فقد قدرت إحدى الدراسات أن حوالي 80 % من ضحايا جرائم الكمبيوتر لا يعلمون بأن أنظمتهم قد اخترقت(4). بالإضافة إلى عدم وجود أجهزة كافية ومتخصصة في البحث والحري والتحقيق في هذا النوع من الجرائم، ذلك أن جرائم الكمبيوتر والانترنت تحتاج للكشف عنها وإثباتها ومعاقبة مرتكبيها إلى أشخاص متخصصين في الإعلام الآلي والانترنت، وعلى دراية كافية بكل برامج القرصنة والفيروسات، كما يجب عليهم أن يحسنوا استعمال أجهزة ذات تقنيات عالية من أجل تعقب وضبط المجرمين(5).

الكلمات المفتاحية

الاعتداء على البريد الإلكتروني