التعليمية
Volume 8, Numéro 1, Pages 278-287
2018-03-23

نحو رؤية شمولية و نقدية لأزمة العلوم الانسانية.

الكاتب : مهيدي خالد .

الملخص

يشهد التعليم العالي ببلادنا تحولات نوعية على مستويات متعددة ، حيث أصبح الجميع يدرك بأن الاهتمام بالقضايا (التعليمية) يعتبر قضية وطنية، نظرا للدور التكويني الذي يمكن أن تضطلع به المؤسسة الجامعية الجزائرية ، فالإنسان أصبح اليوم الثروة الحقيقية التي تراهن عليها المجتمعات الإنسانية. فالتنافسية والسرعة والمعلوماتية وتحديات (العولمة) والانفجار المعرفي وتأهيل العنصر البشري ، كلها عوامل تلزم المجتمع تبني فلسفة تكوينية رائدة تؤسس لنمط جديد من التعليم ، وفي هذا المسعى تندرج الإصلاحات الجارية في قطاع التعليم العالي ، و على وجه الخصوص المنوطة بالعلوم الانسانية و الاجتماعية من خلال مراجعة المناهج التعليمية وتبني مقاربة تكوينية اكاديمية كمنظور جديد داخل حقل البحث العلمي ، وكبديل لأساليب الترويض والتنميط والتلقين التي تميزت بها البيداغوجيا التقليدية. وفي إطار هذه الإصلاحات ، حظيت العلوم الانسانية وما يلحقها من تخصصات بمكانة خاصة نظرا للقدرة الوظيفية التي تملكها في مخاطبة العقل وتكوينه والمساهمة في بناء إنسان الغد ،علاوة على ملامستها للواقع المعيش ، لذلك لم يعد التكوين اليوم في الجامعة الجزائرية حبيس الحشو والتلقين (مع بعض التحفظ) بل في جعل المتعلم (المتكون) قادرا على خوض تجربة التفكير الأصيل بنفسه ، وتمكينه من ثقافة متنوعة ، باعتماد طرائق تعليمية قائمة على (الحوار العقلاني) التواصلي بين المكون والمتكون هذا من أجل بناء شخصية النشء على الفضائل و(القيم الإنسانية) وفي ظل فلسفة تربوية تجعل من المتكون محورا للعملية التعليمية و التعلمية ، ومن فضاء العلوم الانسانية و الاجتماعية لإنتاج المهارات والكفاءات للمضي قدما الى ترسيخ ثقافة التنمية و (المواطنة). ولمواكبة هذه الإصلاحات والتحولات والخيارات ، بات من الضروري أن تحظى العلو الانسانية و العلوم الاجتماعية بما تستحقه من أبحاث تربوية وبيداغوجية سعيا من جميع الفاعلين التربويين الى الانفتاح على المستجدات رغبة منهم في بلورة مقاربات من شأنها أن تغني تعليميتها ، حتى تستطيع أن تضطلع بدورها العلمي و العملي كاملا.

الكلمات المفتاحية

التعليمية ; العولمة, الحوار العقلاني ; القيم الانسانية; المواطنة.