المجلة المغاربية للمخطوطات
Volume 13, Numéro 1, Pages 118-171
2017-09-15

الأدب الألخميادو وسلية مقاومة وإبداع

الكاتب : دوبالي خديجة .

الملخص

الملخص: الأدب الألخميادو وسلية مقاومة وابداع عاش مسلمو إسبانيا خلال القرنين العاشر والحادي عشر هجريين الموافق للقرنيين السادس والسابع عشر ميلاديين ارهابا فكريا وتصفية جسدية طبقتهما عليهم السلطات الإسبانية بكل مؤسساتها، هذه الأخيرة عملت جاهدة على طمس شعوره الجماعي وهدم رموزه المقدسة. ولقد أدرك مسلمو إسبانيا ذلك مبكرا، فاندفعوا محاولين الوصول إلى انتاج توازن جديد يعيد لهم دورهم الحضاري المعطل وحقوقهم الشرعية المستلبة؛ فسجلوا ذلك على امتداد مشوارهم النضالي بالسلاح كلما أتاحت لهم الفرصة ذلك، وبالفكر حينما تخفق المقاومة المسلحة. وتشير البحوث العلمية إلى أن أي شخصية ثقافية تواجه تحديات مصيرية ترد على التحدي عن طريق الإلحاح على مكوناتها الأساسية. هذه الأخيرة جمعت عنصرين "الدين" و"اللغة". وبالفعل فعنصر "الدين" مكن مسلمو إسبانيا من مواجهة الاندماج في الثقافة النصرانية بكل مقوماتها، حتى وإن تأثر بها بعض الشيء ليس بحكم الاقتناع بها، ولكن بحكم مجاورتها مدة أكثر من ثماني قرون من الزمن، ونظنها ليست بالمدة القصيرة؛ فالدين الإسلامي شكل قوة إسناد فعالة في تلك المواجهة. كما أن اللغة كانت عاملا قويا في الحفاظ على مقوماتهم الإسلامية، هذا ما تفطنت إليه السلطات الإسبانية، فسارعت إلى منعها، والقضاء على كل وسيلة يمكن عبرها إحياءها، إلا أن مسلمي اسبانيا كانت لهم كلمتهم في ذلك، فلم يبقوا مكتوفي الأيدي أمام هذا المسخ الثقافي، بل واجهوه، فأبدعوا في ابتكار لغة تحاور وتعامل جديدة، ألا وهي "الألخميادية" "Aljamiadia". لقد كانت هذه اللغة وسيلتهم في ابراز موقفهم الإبداعي في أحلك الظروف وأصعبها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى رمزا من رموز الرفض القطعي والجازم لكل ما هو إسباني على وجه الخصوص، ونصراني عموما. ارتكز الانتاج الفكري المدون باللغة الألخميادية على موضوع مصارعة المحتل المغتصب، وهو الموضوع الذي تسري بين بنيانه مكونة الأيديولوجيا التي تؤثّث جميع مفاصله وتهيمن على جميع أرجائه. فسواء إن انطلقنا من العنوان الرئيس أو من العناوين الفرعية، فإنه بالإمكان مصادفة طابع الصراع والمطارحة والاحتجاج. بيد أنه بإمكان أي باحث؛ من خلال وقوفه عند المطابقات والمقابلات وغيرهما في الانتاج الألخميادي، أن يدرك بأنه لم يأت صياغة أو تنميقا، وإنما كان تغذية راجعة لثقافة مرحلة تاريخية بأكملها؛ مورس فيها الصراع على الجماعة المسلمة في اسبانيا، فانعكس ذلك على انتاجهم الفكري.

الكلمات المفتاحية

السلطات الاسبانية؛ مسلمو اسبانيا؛ الشخصية الإسلامية؛ الثقافة النصرانية الكاثوليكية؛ اللغة؛الدين؛ الصراع الفكري؛ اللغة الألخميادية؛ الانتاج الديني.