المعيار
Volume 2, Numéro 4, Pages 30-46
2011-12-31

الإعرابُ والمعنى جدليّةُ الأصْل والفرعِ

الكاتب : محمود رزايقية .

الملخص

يُعدُّ الإعْرَابُ مِنْ أهمِّ قَرَائِنِ النَّحُو العَرَبِيّ عِنْدَ قُدَمَاءِ النُّحَاةِ ومُحدَثِيهِـمْ، ومن المعلوم أنّ قضيّةَ الإعراب ووظيفته من أَجَلّ القضايا التي شَغَلتْ بال القدماءِ والمحدَثينَ من عَرَبٍ ومستشرقينَ، وكانتْ مجالاً خصباً لإثراء الدّرسِ النحويّ، وقد ازدادَ وضْعُ هذه القضية عُمقًا كُلّما تقدّم الزّمانُ وتوغّلَ النحاةُ وعلماءُ اللّغة في تعليل الظواهر اللغوية. والوظيفةُ الدّلاليةُ للإعراب مسألةٌ قديمةٌ وجوهريةٌ في الدّرس النحويّ العربيّ، حيثُ قُدّمتْ فيها الكثيرُ من الأبحاث والدّراسات الموضوعية، بغيةَ فهْمِ حقيقة العلاقة بين الإعراب والمعنى، ومحاولة إثباتها من خلال النصوص الفعلية في التراث العربي. ونظراً للاختلافِ المتباين في المقولات النظريّة، وفي المناهج المتبّعة حول وظيفة الإعراب وعلاقته بالمعنى، بينَ مؤيّدٍ ومُنكر، فإنّه من المُسَلَّم به أنّ الفكرَ النحوي في التراث العربي القديم قد حسمَ أمرَ الوظيفة المعنوية التي يؤديها الإعراب، كما أنّ الدرسَ اللغويّ الحديث يُقرُّ بوظيفة العلامة الإعرابية وأثرها في إبراز المعاني. لأجْل ذلك يهدفُ هذا البحثُ إلى تحديد أهميّة العلامة الإعرابية في فهْم المعاني، وإلى تفسير المقولة المشهورة (الإعرابُ فرعُ المعنى )، التي فرضتْ في الفكر النحوي العربي إشكالية تبعية العلامة الإعرابية للكلمة داخل التركيب لاختلافِ المعاني وتغيّرها في ذهن المتكلّم . ولذلك فإنّ قضية العلاقة بين الإعراب والمعنى- بحسب التوجُّهاتِ التي أطّرتْها - هي من القضايا الشائكة في الفكر النحوي، والتي لا تزال بحاجة ماسّة إلى دراسة تُقَومُها في ضوء عملية تفعيل اللّغة ضمن جدلية المساءلة :أيّهما أثّرَ في الثاني ؟

الكلمات المفتاحية

الإعرابُ، الأصْل والفرعِ، النَّحُو العَرَبِيّ